– المختار الخمليشي (صور: سعيد الشنتوف) إلى غاية مساء اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك، كانت مصالح شركة التدبير المفوض لقطاع التطهير الصلب بمدينة طنجة "تيكميد"، ما زالت منهمكة في تدبير نفايات الأضاحي التي تراكمت بشكل غير مسبوق هذه السنة في شوارع وأحياء مدينة البوغاز، وهو ما يؤشر بوضوح على استمرار تراجع اداء هذه الشركة الاسبانية التي شارفت فترة العقد المبرم بينها وبين الجماعة الحضرية لطنجة على الانتهاء. مسلسل تراجع مستوى خدمات شركة "تيكميد"، قضية طغت على الساحة المحلية منذ قرابة السنتين، عندما اضطر سكان مدينة البوغاز التي تحولت شوارعها على مدى فترة شهر كامل، إلى مطارح للازبال، والسبب هو اخلال الشركة المفوض لها قطاع النظافة بتحملاتها بشكل حول حياة الطنجاويين إلى جحيم خصوصا وأن الفترة المذكورة تزامنت مع عز فصل الصيف، لكنه إخلال ظل في نظر رئيس المجلس الجماعي، فؤاد العماري ، مجرد "سحابة صيف عابرة وسيتم معالجة الوضع في أسرع وقت"، حسب تصريحات أدلى بها لوسائل الّإعلام أنذاك. "سحابة الصيف" التي تحدث عنها عمدة مدينة طنجة، أثبتت الأيام أنها عبارة عن غيوم شتاء مكفهرة تخيم على مرفق عمومي "فاحت" رائحته إلى درجة ظل سكان مدينة البوغاز يعانون من ويلاتها،ووجدت فيه المعارضة بمجلس الجماعة الحضرية، متنفسا لتصريف خطاباتها السياسية المناوئة للعمدة فؤاد العماري وأغلبيته المسيرة للمكتب الجماعي. حيث ظلت هذه المعارضة، متمسكة بخيار فسخ العقد مع شركة النظافة، ومستنكرة في نفس الوقت لما تعتبره "تهرب العمدة من مناقشة ملف هذه الشركة في دورات المجلس الجماعي، مما يفسر تواطأه الفاضح معها"، حسب ما تراه المعارضة في هذا الصدد. وأمام هذا الموقف المعارض ، يصر العمدة ، على أن فسخ العقدة مع "تيكميد" ليس هو الحل، وإنما الحل هو "العمل في إطار تشاركي على البحث عن حلول حقيقية لمشكل قطاع النظافة، لأن ما يبحث عنه المواطن هو أن تكون خدمات النظافة المقدمة في المستوى الذي يتطلع إليه"، يقول العماري في إحدى تصريحاته الصحفية. وتواصل الجدل الدائر بين الأغلبية والمعارضة دون أن يثمر عن أي نتائج مذكورة، اللهم إلا استمرار وجود أكوام من الازبال وسط شوارع وأحياء المدينة، بشكل بلغ ذروته أيام عيد الأضحى التي أعقبها مباشرة حديث عن قرب انتهاء مهلة العقد المبرم بين المجلس الحضري وشركة النظافة. وفي هذا الصدد يصرح مصدر جماعي مقرب من المكتب المسير في تصريح ل"طنجة 24"، أنه ليس من المستبعد عودة ّتيكميد" لتسيير مرفق النظافة في حال ما إذا التزمت بالشروط التي سيتضمنها طلب العروض المرتقب الإعلان عنه خلال الأسابيع القادمة. من جانبه، عبر متحدث من المعارضة عن تخوفه من تكرار نفس الأخطاء التي وقعت بالنسبة لقطاع النقل الحضري، وهو وضع دفتر تحملات على مقاس شركات بعينها. ولم يستبعد المصدر نفسه، تكليف شركة "تيكميد" من جديد اضافة الى شركة اخرى بضغط من أشخاص نافذين في المدينة لهم علاقة مع الشركة الجديدة "وذلك لاقتسام كعكة الأزبال على حساب نظافة المدينة وسكانها ولا يختلف اثنان ان ملف تدبير النفايات تشوبه شبهات وفساد ومحسوبية وتواطؤ المسؤولين محليا ومركزيا"، حسب تعبير نفس المتحدث. ربورتاج مصور لتراكم الأزبال يوم عيد الأضحى بطنجة