لا يمر زمن طويل من وقت السحور وصلاة الفجر ببعض الدواوير والمداشر الواقعة ضمن إقليم فحص أنجرة، حتى تبدأ طوابير العشرات من المواطنين وهم يصطحبون دوابهم المحملة بالحاويات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، تتعاقب على المرور وسط الطرق التي لم تطلها بعد يد المكلفين المفترضين بتعبيدها. ووجهتهم هي حيث يمكنت إيجاد قطرات ماء تروي عطشهم وعطش ماشيتهم في شهر رمضان. مدشر البرج، دار حمران، وبني واسين، كلها مداشر بإقليم فحص أنجرة وجد سكانها أنفسهم في مواجهة محنة العطش في عز شهر رمضان، بعدما جفت الوسائل الوحيدة التي تستعمل في تخزين مياه الأمطار "المطفيات"، وزادت الظرفية المناخية والطبيعية المتسمة بندرة المنابع المائية، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة من معاناتهم اليومية للبحث عن ماء صالح لقضاء حاجياتهم الضرورية. "إننا نشعر بالحكرة لأننا من بين المداشر التي ما زالت لم تستفد من ربطها بالمياه بالرغم من وجود سد قريب "، هكذا يلخص عدد من سكان المداشر المذكورة معاناتهم اليومية أمام الماء الصالح للشرب الذي يضطرون كل يوم إلى قطع مسافات طويلة بحثا عن مياه تسد حاجياتهم. ويستغرب سكان هذه المداشر من عدم استفادتهم من الشاحنات ذات الصهاريج التي وضعتها الدولة رهن إشارة الجماعات المحلية والعمالة، من أجل تخفيف وطأة الجفاف الذي يعانونه كل سنة في مثل هذه الفترات التي تتسم بارتفاع في معدل درجات الحرارة. وفي ظل هذه الوضعية الصعبة، ليس لسكان مداشر البرج، ودار حمران، وبني واسين، إلا مطلب واحد، وهو ربط قراهم بشبكة المياه الصالح للشرب، خصوصا وأن مداشرهم لا تبعد إلا بكيلمترات قليلة عن سد بن بطوطة الذي يعتبر من بين أهم سدود المنطقة.