أصيلة: ياسين العشيري والسعيد قدري في الصورة: حديقة عزيز الحبابي في أصيلة (خاص) خلال الموسم الثقافي الدولي الماضي في أصيلة، ترجل المشاركون مرتين من مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، باتجاه اثنين من الحدائق التي تزخر بها هذه المدينة، وهي زيارة كانت مناسبة لتوشيح هاتين الحدقيتين باسمين لعلمين من أعلام الأدب والشعر في العالم العربي والإفريقي. حديقة الشاعر الكونغولي "تشيكايا أوتامسي" وبجوارها حديقة الشاعر العراقي" بلند الحيدري"، ليستا الحديقتين الوحيدتين اللتان تخلدان لذكريات رواد الفكر والأدب المغاربة والعرب والعالميين، فمؤسسة منتدى أصيلة وساكنة هذه المدينة الصغيرة الساحرة، أبت إلا أن تهدي الشاعر الفلسطيني الخالد محمود درويش وصاحب رائعة "موسم الهجرة إلى الشمال" الطيب صالح، اثنين من أكبر الحدائق المتواجدة في المدينة. محمد عابد الجابري، عزيز الحبابي، احمد البقالي، عظماء آخرون خلفوا الدنيا وراء ظهورهم لكن آثارهم في أصيلة ستظل خالدة بين ثنايا الورود والياسمين، مثلما ظلت إنجازاتهم الفكرية والأدبية ماكثة في الأرض تنفع الناس وتنير الطريق للباحثين عن المعرفة والعلم في شتى أقطار هذه المعمورة. إنها الحدائق السبع في أصيلة، الأرواح الطاهرة لعظماء مفكرين وفلاسفة وأدباء، أغنوا التراث الإنساني بأعمال استحقوا عليها مكانة ربما لم يكونوا ليدركوها في عصر تغلب عليه الماديات والمصالح السطحية، لولا جهود بعض الهيآت الغيورة، وعلى رأسها مؤسسة منتدى أصيلة، التي خلدت ذكرياتهم بين عطر الورود والأشجار والتحف الفنية التي تزخر بها خزانة مدينة الفنون والفكر والأدب هذه.