فازت الشاعرة المغربية إكرام عبدي والشاعرة الإماراتية خلود المعلا الجمعة بجائزة بلند الحيدري في دورتها الثالثة، في إطار الجوائز الأدبية التي يمنحها منتدى أصيلة في دورته الثلاثين. وفازت الشاعرتان بإجماع أعضاء لجنة التحكيم، والتي تكونت من الدكتور الناقد جابر عصفور رئيسا للجنة التحكيم، والأعضاء، محمد بن عيسى والناقد المغربي بنعيسى بوحمالة، والشاعر والكاتب السوري محيي الدين اللاذقاني والشاعر العماني سيف الرحبي. وجاء تقرير لجنة التحكيم الذي تلاه جابر عصفور مؤكدا على أن تجربة كل من الشاعرة الإماراتية خلود المعلا والشاعرة المغربية إكرام عبدي، تنتميان إلى التجربة الشعرية الجديدة في العالم العربي، وتتميز بطراوتها وبتفرد في الصوت ومحاولة صياغة مسار شعري يتصل بالرهافة وبالاهتمام بالأسئلة الوجودية وبخصوصية الصوت الأنثوي وبتأكيد الحضور الخلاق للإنساني. وقد تسلمت الدكتورة فاطمة الصايغ الجائزة نيابة عن الشاعرة خلود المعلا، التي لم يسعفها الوقت في الحضور إلى أصيلة من أجل تسلم الجائزة. وقالت فاطمة الصايغ ل«المساء» إن هذا التتويج الإماراتي دليل على الجدية التي ينخرط فيها المبدع الإماراتي ويتحلى بها الأدب الإماراتي الحديث، وبالأخص من خلال الأصوات الشابة التي تكتب الشعر والقصة والرواية أو في مجالات أخرى مثل التشكيل والسينما. وعبرت الصايغ عن اعتزازها بهذه الجائزة، لأنها أو ل جائزة تأتي من المغرب يحوزها مبدع إماراتي، مشيرة إلى أن هذا الحضور الإماراتي هو فاتحة لحوار ثقافي إماراتي مغربي، وأملت في أن يتطور نحو الأفضل والأجود. وتعتبر جائزة بلند الحيدري للشعراء الشباب من بين ثلاث جوائز أدبية يمنحها منتدى أصيلة الثقافي، وهي جائزة تشكايا أوتامسي للشعر الإفريقي وجائزة محمد زفزاف للرواية العربية، وهي جوائز تحمل أسماء أدباء وكتاب كانوا من الأوفياء المخلصين لموسم أصيلة منذ تأسيسه في أواخر السبعينات. وقال بن عيسى إن الشاعر الحيدري، كان يتمنى أن يخصص منتدى أصيلة، جائزة للشعراء الشباب، وإنه كثيراً ما كان يعبر عن تلك الرغبة التي تحققت يوم الإعلان عن وفاته في غضون إحدى دورات موسم أصيلة، التي كان مقرراً أن يحضرها كما دأب على ذلك، منذ انطلاق مواسم أصيلة الثقافية. ومن جهته، قال الناقد بوحمالة إن التفات منتدى أصيلة إلى الشعر، وبخاصة إلى شعر الذين مازالوا يتلمسون طريقهم في كتابة القصيدة، وإفراد جائزة لهم، فذلك ما يستوجب التنويه. وعبرت الشاعرة إكرام عبدي عن غبطتها بهذه الجائزة التي تأتيها من مدينة مسقط الرأس أصيلة، تلك المدينة البحرية التي تكتبها شعرا في وجدانها وفي قصائدها، وقالت إنها تعيش لحظة استثنائية، لأنها فازت بجائزة باسم شاعر كبير، ولأنها تلقتها في مدينة أصيلة، التي بينهما أكثر من رابط سري ومن معنى. واختتمت الاحتفالية بإزاحة الستار عن اللوحة الرخامية التي تحمل اسم الشاعر المغربي الراحل محمد الحلوي، الذي أطلق اسمه على الشارع الذي يقع فيه مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، الذي يحتضن أغلب فعاليات مواسم أصيلة. والشاعر الحلوي من الأصوات الشعرية الكلاسيكية القوية التي طبعت متن الشعر المغربي الحديث، وهو من مواليد عام 1922 وتوفي عام 2004. وجرى في نفس اليوم إزاحة لوحة رخامية في حديقة مكتبة الأمير بندر تحمل اسم الفيلسوف المغربي محمد عزيز الحبابي بحضور زوجته الدكتورة فاطمة الحبابي. وأهدت مجلة «العربي» الكويتية درعا لمؤسسة منتدى أصيلة، تسلمه محمد بن عيسى، أمينها العام، كما تم عرض فيلم وثائقي قصير عن مسيرة المجلة على مدى نصف قرن من الزمن.