أنا أكتب (الآن).. إذاً أنا موجود.. وموعود، أيضاً.. مع ماذا؟.. معها.. هي من؟.. الأيام (والليالي) التي.. أنا أفكر (في الغد).. إذاً أنا سأوجد أو سأنوجد.. أين؟.. هنا، لم يسقط القناع عن القناع.. وقنعنا بالذي هو كائن، في انتظار الذي سيكون غداً.. لناظره قريب.. قريب.. في مثل هذا اليوم (31 ماي) من العام 8 و2000، نزلت عليّ، من السماء، قطرة (ندى).. فكان أن أشرقت الأنوار وبددت حلكة الأيام التي لا تستعاد إلا لكي تكون وقوداً معاد التدوير لنار في قرار الذاكرة المحفورة عميقاً عميقاً في الجرح.. وإذا ما عشت، إلى الآن الآن، فقط لأروي قصتي لشهريار الأيام (والليالي) كذا.. وفي مثل هذا اليوم من سنة 2009، أصابتني نوبة ترقي في درجات العمل، دون تغيير الإطار، ولا الجيب منا تمتع بجديد الصحة وموفور العافية.. وهكذا، وبموافقتي الطوعية، أصبحت بعد (هذا اليوم) وإلى (الآن) كبحر الرجَز، حمار الشعراء كما اتفق، لا أفتح مني الفم، في وجه رؤسائي، إلا لكي أردد (بلسانهم): - مستفعلن مستفعلن مستفعلن """ مستفعلن مستفعلن مستفعلن وفي مثل هذا اليوم من العام 2010، طفق الكيل ففاض البحر، بحر الرجَز دائما.. حمار الشعراء أبداً، فكان أن وصل زبده إلى الطابق الأعلى في الدار التي هنا.. وكان أن جاءنا رسول يضرب لنا موعداً، في الأعالي، مع المدير الكبير ابن باريس المسيو يوسف الكزابيي، الذي اختصر الطريق وخاطبني بالمباشر، فيما معناه: "عدّ عليّ".. وقبل أن أغادر المقام العالي استدرك ورماني بالقول مرة ثانية: " اسمع يا أنت، بهذه الجرأة وهذه الثقة التي لم أنتبه إلى مثلها منذ نزلت هذه الديار، إما أنك ذاهب إلى أبعد الحدود، وإما ستقع في الخطوة الأولى، كن حذراً في المرة المقبلة، واختر مرادفات أكثر لباقة لبعض مصطلحاتك".. ومنذ ذلك اليوم الذي أحسست فيه بوزني يزيد وأنا أعدّ وأعيد وأكرر وأسجل.. على ظهر أفكير.. واذكروا أنني أصبحت شبه مكبل بها: (ندى).. وفي مثل هذا اليوم من سنة 2011 الخالدة، أصبحت الرأس مني أكثر سخونة، وصرت أردد أمام العادي والبادي، بصوت عال: "جوعي في بطني وعنايتي في رأسي" ولا أجد حرجاً في البوح، بمناسبة وبدونها (يجب الاعتراف بهذا، من باب النقد الذاتي) إذ طالما رددت على لسان المعزة: "طزّ فيك يا مارس" يا المتقلب، وأعطف أبريل أبا كذبة، وماي أبا شعارات فارغة.. وعدت يا فبراير يا ابن العشرين المباركة.. المباركة.. بلغني بواسطة "الأوتلوك" أن مقابلة مع المدير الجديد المغربي عبد النبي عتو، برمجت في الساعة الثالثة بعد الغذاء (ليس مقابل الأرض) كما يقول التقرير.. وبكثير من دقّ المعنى وتطريز المفاهيم يا فاهم، اتصلت مباشرة بالكاتب العام للنقابة الأخ محمد زفزاف (أحب هذا الاسم لأنه يذكرني بكاتبي المفضل صاحب المرأة والوردة المبدع الكبير الراحل محمد زفزاف) وأخبرته بالمقابلة، وهو لا يستطيع أن ينكر ذلك، وقال لي أشياء جعلتني أجلس إلى المدير في كامل عنفواني وطلاقة لساني (لعلمكم أن هذا اللسان هو الذي يجر علي كمشة النحل وشواري الذباب أيضاً) وكان الرجل غاية في اللطف والتقدير خاصة عندما اطلّع على مؤهلات العبد الضعيف لله، وخرجت بقناعة راسخة أنني خلقت لكي أذوق كل أصناف الإهانة في هذا البلد ووالد وما ولد.. وكل ما علق بذهني من كلام الرجل هو أن (اللاعدل) لا يخلو منه مكان.. وأحسن ما فعل أنه لم يعدني بشيء ولم يقل كسابقه:احسب عليّ.. ولذلك أنا لم أحسب عليه ورحت أحسب وحدي حتى شاط لي ووضعته في ثلاجة الأيام إلى أن تنضج الفكرة في الرأس.. وساءني أن الأخ زفزاف في سياق حديث ذات اجتماع لمح إلى أن أحداً جالس المدير في غياب المكتب النقابي، في إشارة إلى اللقاء المذكور، وكان رد الفعل أن كتبت مقالاً بعنوان "الزعيم" ندمت عليه، فقط لأنني لم أكن أتحلى فيه بالموضوعية المطلوبة، ودخلت الذات في أكثر من سهم.. وجدها الوصوليون فرصة للعق المزيد من الصحون وتحقيق المزيد من المآرب، نعدها ونحكم تسجيلها واعتقالها في أفق اتخاذ الإجراءات اللازمة إزاءها، ولكل حادث حديث.. والبقية آتية لا ريب (ولا رايب) فيها.. - نلتقي ! * [email protected]