لماذا خرصت الآن ألسن كثيرة وأقلام مأجورة و أصوات علت منافحة عن استقلال القضاء و مدينة بشكل مسبق وزير العدل والحريات باعتبار ما تأكد لديهم من وجود تدخل لفائدة عضو في حزبه مستعملا صلاحياته للضغط على القضاء ؟ هل تملك هذه الأصوات التي أبدعت في اختلاق قصص خيالية عن ماجرى في هذا الامر دافعة به الى مستوى عال من التسييس والضغط والتأثير على القضاء, هل تملك الجرأة والشجاعة الادبية لتدلي برايها في الحكم الذي أصدرته هيأة المحكة الابتدائية بطنجة والذي أدان الاخ عزيز الصمدي بشهرين حبسا نافذة. هل الإنصاف هو ان نزج بشخص بريء جاء ليقوم بواجبه الشرعي والقانوني ويشهد امام المحكمة لفائدة شخص ضحية حادثة سير بترت على اثرها ساقه واصيب بعاهة مستديمة ولم تنصفه المساطر والاجراءات القانونية الى الآن وقد قضى سنوات متنقلا بين المحاكم دون ان يحصل على حقه ؟ و كان الضحية قد طلب من شاهده " عزيز الصمدي" ان يدلي بشهادته باعتباره كان حاضرا ساعة الحادث. هل يرضى القاضي النزيه وهل يستريح ضميره ان يحكم على بريء بالسجن ليكون عنوان "انتصار " الهيأة القضائية على وزير العدل والحريات في معركة متوهمة بين الاخير ونادي قضاة المغرب... اين مطالبهم باستقلال القضاء؟ عجبا والله . فلينقل عني الجميع ان فرع "نادي القضاة بالمغرب" بطنجة سارع الى التحرك ليلة وقوع ما سموه بهتانا " اهانة المحكمة " وضغطوا على النيابة العامة لمتابعة الاخ عزيز في حالة اعتقال، بل اكثر من ذلك هددوا بتنظيم وقفة احتجاجية صبيحة اليوم الموالي للضغط على المحكمة واتصلوا برئيس النادي ليخبروه بالامر....اكثر من ذلك بلغ الامر بهم الى التنسيق مع " المناضلين" بنقابة " الفدرالية الديمقراطية للشغل" لاصدار بلاغ تضامن مع "ضحايا اعتداء على موظفين بالمحكمة والهياة القضائية " واتهمت " الشاهد" بالاستقواء بالوزير ....اي خيال مريض هذا الذي صدر عنه هذا التحليل؟ اليس فيهم رجل رشيد ؟ هل بلغ التعصب الى هذا الحد؟ قد نفهم ان يتحرك بقايا اليسار الجذري وفلول "القاعديين" في نقابة الاتحاد الاشتراكي ومن والاهم ليقدموا شكاية في الموضوع و ينتصبوا طرفا مدنيا في هذه القضية. قد افهم ذلك من منطلق ان هؤلاء لا يرقبون في الصراع السياسي الا ولا ذمة ولا اخلاق. لكن ان يسارع نادي قضاة المغرب بنشر منطوق الحكم في الصفحة الخاصة به على الفايسبوك فذلك في نظري عنوان افلاس كبير وتسييس للقضية لا تحتمله بكل تاكيد. كنا نتمنى ان لا يصل الامر لهذه النقطة. وقد التزمت طيلة المرحلة السابقة بالصمت ايمانا منا بضرورة تفادي اي سوء فهم ، وان تاخذ العدالة مجراها الطبيعي . ولذلك حرصت على ان لا اكتب حرفا واحدا في هذا الامر ولم ادلي باي تصريح في الموضوع وامتنعت عن اي امر يمكن ان يساهم في الانزلاق بالقضية الى متاهات الصراع السياسي. نتمنى ان يعود الرشد الى اهله وان ينتصر العقل على مشاعر الكراهية . اما اخانا عزيز حفظه الله من كل مكروه ،فليحتسب الامر عند ربه، فانه ابتلاء واختبار . والله تعالى قدر هذا الامر في سابق علمه لحكمة يعلمها هو .