يشكل كورنيش "مرقالة" بشكل يومي، واحدا من أكثر الفضاءات التي تستهوي سكان طنجة، لممارسة أنشطة ترفيهية مختلفة، من مزاولة الرياضة أو الاستمتاع بمنظر الطبيعة الخلابة ونسائم البحر المنعشة صباح مساء، وهي أجواء يعكرها شبح الاختلالات التي يعاني منها هذا الفضاء. ويتحول هذا الفضاء الذي تم تهيئته سنة 2006، في صباحات نهاية الأسبوع بصفة خاصة، إلى مضمار لرياضة المشي أو الجري، حيث يفد المئات من المواطنين فرادى أو مثنى، كما يقوم كثيرون باصطحاب أطفالهم من أجل إشراكهم في هذه الأجواء الترفيهية المفعمة بالنشاط والحيوية. "استغل صباح كل يوم أحد في ممارسة الجري، من أجل الهروب من مشكلات الحياة ومشقتها، فهذا الصباح الهادئ الجميل يعد وقتاً مناسباً لممارسة الرياضة في الأماكن العامة قبل ازدحامها". هكذا يشرح أحد الشباب عادته الأسبوعية مع ممارسة رياضة الجري في كورنيش "مرقالة". وبينما يجعل هذا الشاب من ممارسة الرياضة، طقسا أسبوعيا، تختار إحدى السيدات رياضة المشي على مدى فترات متفاوتة من الاسبوع وهي تصل في بعض الأوقات إلى ثلاث أو أربع مرات أسبوعيا. وحسب هذه السيدة، فإن مداومتها على هذه الرياضة، جاء بناء علي نصيحة من الأطباء الذين أكدوا لي علي أن زيادة الوزن هي السبب في بعض المتاعب الصحية التي تعاني منها. مشيرة إلى أن ممارسة الرياضة ساهمت في تجنيبها مضاعفات عديدة. ولا تخلو جولات المواطنين بكورنيش "مرقالة"، من هاجس تعرض سلامتهم وحياتهم للخطر، في ظل تكرار حوادث سير قاتلة، كان آخرها مقتل شاب وفتاة كانا من ضمن مئات من رواد هذا الفضاء، نهاية الأسبوع الماضي. الفاعل الجمعوي، عادل الحداد، رئيس مؤسسة طنجة الكبرى للشباب والديمقراطية، اعتبر أن تكرار هذه الحوادث، يدفع لمساءلة الجهات المعنية بالمدينة بدء من المصالح الأمنية و السلطات المحلية و المصالح الجماعية، باعتبار ما يشكله هذا الممر الطرقي من أهمية في المدينة كفضاء عام للاستجمام والتفسح والترويح عن النفس. وفي نظر الحداد، وفق ما جاء في تصريح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، فإنه من المحتم اتخاذ الإجراءات و التدابير الوقائية و الزجرية لحماية أرواح المواطنين من رعونة بعض المتهورين مهما كان شأنهم. وأكد الفاعل الجمعوي، ضرورة تعزيز فضاءات مرقالة بعلامات تشوير خاصة تطابق خصوصيات النشاطات المزاولة بها، و تدعيمها بخدمات متطورة، بشكل يضفي ويرفع من منسوب الأمان والسكينة هناك، واتخاذ الإجراءات الردعية الكفيلة باحترام السرعة المسموح بها. كم يجب "كبح جماح المخالفين من خلال الحواجز الأرضية لتخفيف السرعة، و اعتماد المراقبة بالرادار، و العمل على التأكد من المرتفقين الذين يقودون سياراتهم في هذا المحور كون سياقتهم في حالة قانونية سليمة خاصة السكر أثناء السياقة و استعمال المخدرات و القيادة تحت تأثير مواد غير قانونية و ما يصاحب ذلك من ترنح و عربدة على هذا الطريق الحيوي ذي الجذور المعنوية في قلوب ساكنة مدينتنا العالية"، حسب ذات المتحدث الجمعوي.