تستضيف مدن الشمال المغربي نسبة مهمة من السياح المغاربة، الذين يقدمون من مدن الداخل بحثا عن الجبال والشواطئ المتوسطية الرائقة المنظر، خاصة في فصل الصيف حينما يتحول الشمال إلى وجهة جميع المغاربة داخل وخارج الوطن. ومن الطرائف التي تحدث للأشخاص الذين يزورون مدن الشمال لأول مرة، هو ذلك الإرتباك الذي يحدث معهم عندما يقصدون بعض المدن التي تحمل إسمين، الإسم الإسباني المتداول بين سكانها، والإسم العربي المغربي المعروفة به رسميا على المستوى الإداري. وأبرز هذه المدن هي مدينتي المضيقوالفنيدق، أو الرينكون وكاستياخو، فهما عند أهل الشمال معروفاتان بإسمهما الإسباني ونادرا ما ينادون عليهما بالمضيقوالفنيدق، على عكس الزوار الذين يصطدمون بهذين الإسمين الغريبين لأول مرة. ونظرا لتكرار حالات الارتباك والتساؤل، أصبح سائقو الأجرة في تطوان عندما يفد زائر جديد قاصدا مدنها الساحلية، يؤكدون له أن الرينكون هي المضيق، وكاستياخو هي الفنيدق، حتى يزيل عنه لبس الأسماء. ويرجع هذا التنابز في أسماء بعض المدن الشمالية إلى الاستعمار الإسباني التي أطلق عليها أسماء اسبانية ظلت راسخة في ذاكرة سكانها، وبحلول الاستقلال أعاد المغرب اطلاق أسماء عربية مغربية عليها، إلا أنها ظلت حبيسة اللغة الرسمية للإدارة بشكل أكبر.