تستعد جهة الأندلس للاحتفاء بالثقافة والتراث المغربي من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة طيلة شهر نونبر المقبل بعدة مدن بهذه المنطقة التي تقع جنوب إسبانيا وذلك بمبادرة من " مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " بشراكة وتعاون مع وزارة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة . ومن شأن هذه الأنشطة والتظاهرات الثقافية والفنية التي ستنظم في إطار برنامج " القنطرة .. جسور للحوار والتعايش " التي تشرف عليها " مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " والوزارة أن تعكس غنى وتنوع الموروث الثقافي والحضاري المغربي وخصوصيات وتمظهرات مختلف التعبيرات الفنية والموسيقية التي تشكل روافد ومكونات أساسية في المشهد الثقافي الوطني . واختار منظمو هذه التظاهرات الثقافية والفنية تقديم جوانب مختلفة من الموروث الموسيقي والفني المغربي وكذا من المشهد الثقافي بمختلف تجلياته وذلك من أجل تقريب مكونات هذا الموروث المغربي من سكان جهة الأندلس والزوار وخصوصا أفراد الجالية المغربية المقيمين بالمنطقة ومن جهة ثانية تلبية مختلف الأذواق في مجالات الموسيقى والغناء . وقال خوسي مانويل سيرفيرا مدير " مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط " في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء " إننا نسعى من خلال هذه المبادرات والفعاليات الثقافية والفنية المساهمة في التعريف بالمغرب على نحو أفضل بجهة الأندلس " مشيرا إلى أن المملكة هي " بلد صديق وشقيق يكون في بعض الأحيان قريب ومعروف لكن في أحيان أخرى يكون غير معروف لدى فئات كبيرة من المجتمع الأندلسي ومن تم أهمية مثل هذه اللقاءات والتظاهرات " . وأضاف أن برنامج هذه الفعاليات يتضمن تنظيم سهرات فنية ومعارض ومؤتمرات ولقاءات وحفلات لفنون الطبخ مشيرا إلى أن هذا الحدث " سيمكن أفراد الجالية المغربية المقيمين بالمنطقة عبر أنشطته ومبادراته من توطيد علاقاتهم مع موروثهم الثقافي والفني والأوجه الحضارية المتعددة والمتنوعة لبلدهم المغرب وبالتالي تقوية جذوة الانتماء للوطن والافتخار بمكوناتها إلى جانب تقاسم هذا الزخم وهذا التنوع مع ساكنة البلد الذي يقيمون فيه " . وأكد مانويل سيرفيرا أن "هناك تعاطفا كبيرا مع المغرب وقد حان الوقت لتحويل ذلك التعاطف والاهتمام إلى أفعال ولقاءات " مضيفا أن تقاسم التجارب والخبرات في حقول الثقافة والفن والموسيقى من شأنه أن يساهم في تكريس الفهم المتبادل وتجسيد قيم ومبادئ الحوار والتفاهم والتعايش . ومن بين العروض التي ستقدم في إطار هذه الاحتفالية تنظيم سهرات فنية بمشاركة مجموعة من الفرق والمجموعات الغنائية منها " مجموعة جزل " التي ستقدم عرضها الفني يوم 3 نونبر المقبل بمدينة قرطبة برئاسة الفنانة إيمان القندوسي بالإضافة إلى تنظيم عروض سينمائية لمجموعة من الأفلام المغربية عبر دورة ( السينما المغربية ) التي ستعرف تقديم فيلم مغربي كل يوم ثلاثاء بجناح " الحسن الثاني " بمقر المؤسسة بإشبيلية . ومن اجل تقريب الجمهور الأندلسي من المطبخ المغربي سينظم حفل للاحتفاء بفن الطبخ والذواقة سيعرف تقديم مجموعة متنوعة من الأطباق المغربية مع تنظيم تكوين لفائدة النساء المغربيات في فنون المائدة بالإضافة إلى تنظيم معرض للصناعة التقليدية بمشاركة حرفيين وصناع تقليديين ( 20 / 25 نونبر ) بمدينة إشبيلية فضلا عن تنظيم دوري في كرة القدم ( 24 نونبر ) لفائدة أفراد الجالية المغربية المقيمين بجهة الأندلس وغيرها من الأنشطة والمبادرات المتنوعة . وفي الشق الثقافي ستعرف هذه التظاهرة تنظيم عدة لقاءات وندوات ستبحث مجموعة من المواضيع والقضايا التي تكتسي راهنيتها منها لقاء حول موضوع الهجرة ( 7 و 8 نونبر ) بمالقة بمشاركة خبراء وباحثين وأكاديميين " وآخر حول المبادلات التجارية والاقتصادية بين المغرب وجهة الأندلس فضلا عن لقاءات ثقافية وندوات فنية أخرى .