ما يجري هذه الأيام في شواطئ جهة طنجةتطوانالحسيمة يثير الكثير من علامات الاستفهام والاستغراب حول تكرار ظهور زوارق "الفانتوم" السريعة على شواطئ الجهة، لحمل العشرات من الشباب المغاربة الراغبين في الهجرة السرية نحو اسبانيا وأوروبا. أول هذه الأسئلة الاستفهامية هي، من يقف وراء ظهور هذه الزوارق السريعة التي تأتي خصيصا لتهجير الشباب المغاربة نحو اسبانيا دون مقابل؟ بعدما كانت شبكات التهجير تشترط ما لا يقل عن 5 ملايين سنتيم لتهريب شخص واحد من شمال المغرب نحو جنوباسبانيا !!. ومن بين الاسئلة الإستغرابية هي، من هو صاحب هذه الفكرة المثيرة؟ وما الهدف من وراء تهجير الشباب المغاربة بهذه الطريقة؟ وأين البحرية المغربية ونظيرتها الاسبانية من هؤلاء "الأشباح" الذين تحولوا عند بعض الشباب إلى "أبطال" و"منقذين"؟. باعتبارنا من الصحف المتابعة بشكل مستمر لقضايا الهجرة السرية في شمال المغرب، فإن هذه الظاهرة الجديدة، إما أنها محاولة من شبكات التهجير للسخرية من البحريتين المغربية والاسبانية وإرسال رسالة مفادها أننا الأقوى في مضيق جبل طارق. وإما أن الأمر لا يعدو أن يكون حربا خفية من أحد الطرفين، المغرب أو اسبانيا، بتواطئ مع شبكات التهجير. وبغض النظر عما سبق، فإن "المستفيد" ظاهريا، هو أولئك الشباب الذين حالفهم الحظ ووجدوا أنفسهم أمام "أبطال" مجهولين يحملونهم على قوارب "الفانتوم" نحو حلمهم الأول والاخير ألا وهو أوروبا، بحثا عن مستقبل أفضل. وإذا كان لابدا من درس نستفيد منه الآن قبل معرفة من يقف وراء هذه الظاهرة الجديدة، فهو أن المستقبل في بلدنا أصبح مخيفا وتبدو معالمه كالحة، ولهذا يفر الشباب منه بأقصى سرعة تمتلكها "الفانتوم"، وبالتالي يجب على أصحاب القرار أن يعيدوا النظر في قراراتهم قبل أن يتحول الأمر إلى موسم طويل للهجرة إلى الشمال على ظهر "الفانتوم".