دخلت مافيا التهريب الدولي للمخدرات، على خط موجة الهجرة السرية التي تتم انطلاقا من شواطئ الشمال، وذلك بعد ارتفاع أثمان الرحلات السرية لتصل إلى 3 ملايين سنتيم عن كل مرشح، ما أصبح يسيل لعاب بعض المافيات التي تمتلك الزوارق السريعة "الشبح"، وتقوم عادة بإيصال رزم المخدرات مقابل تعويض مالي مهم حسب كمية الشحنة ونوع المغامرة، ويطلق على هذه الشبكات أسماء من قبيل "حمالة" أو "طرونسبورتور".
وقالت مصادر يومية "الأخبار" التي نشرت الخبر في عددها الصادر ليوم الجمعة 14 شتنبر 2018، إن من ضمن الطرق التي تستعمل من طرف مافيا التهريب الدولي للمخدرات بعد اقتحامها للأنشطة الإجرامية للهجرة السرية، الاتفاق مع المرشحين للهجرة للذهاب نحو أحد شواطئ الشمال كمجموعة، وممارسة بعض الأنشطة الرياضية بالمكان والسباحة بشكل عادي، قبل أن يحل الزورق السريع ويقترب من الساحل، حيث يتم حمل الأشخاص المتفق معهم مسبقا على المبالغ المالية الواجب دفعها والإنطلاق نحو الضفة الأخرى.
وذكرت ذات المصادر أن الشبكات الإجرامية التي تمتلك الزوارق السريعة "الشبح" تنشط بين المغرب وإسبانيا، وتضم مواطنين من البلدين، فضلا عن جنسيات أخرى يتم استقطابها بأوربا، حيث يتم استعمال تقنيات جد متطورة للاتصال وتحديد الأماكن، فضلا عن استخدام عشرات الطرق الخاصة بالتمويه وتضليل دوريات المراقبة من الجانبين المغربي والإسباني.
ذات المصادر أوضحت أن شبكات الهجرة السرية أصبحت تعمل على توثيق ونشر العمليات الإجرامية التي تقوم بها على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل كسب المزيد من الزبائن الضحايا والتأكيد على أن المغامرة للوصول إلى الضفة الأخرى مضمونة، وذلك من خلال التركيز على نقطتي الانطلاق والوصول.
وأضاف المصدر نفسه أن الغرض من إحداث زوبعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي، هو الرفع من أعداد المرشحين للهجرة السرية، ليرتفع معه الإقبال وتزداد الأثمان المخصصة للرحلات التي يروج أنها أكثر ضمانا بواسطة القوارب السريعة المسماة "الشبح".
وأفادت ذات المصادر أن الهواتف الذكية وتقنيات التواصل عبر "واتساب" سهلت عملية تواصل الشبكات الإجرامية مع عائلات وأصدقاء المرشحين للهجرة السرية، حيث يتم توثيق عملية الوصول وإرسالها إلى الشخص المعني بالمغرب، كي يدفع إلى الشبكة المبلغ المالي المتفق عليه والباقي بعد العربون.
إلى ذلك ما زالت مصالح البحرية الملكية تقوم بدوريات مكثفة على طول الساحل الشمالي، لإجهاض الأنشطة الإجرامية التي تقوم بها شبكات تهريب المخدرات والهجرة السرية، فضلا عن التنسيق مع الأجهزة الاستخباراتية للاطلاع على حيثيات الطرق الجديدة للتمويه، وكشف الاتصالات السرية التي تتم لتحديد أماكن الانطلاق والتاريخ والساعة، حسب معطيات يتم الحصول عليها من جهات مختلفة.