لم تتحقق أمنية"رشيد "، شاب في أواخر العشرينات من العمر، في إدخال الفرحة على بيته الصغير، الذي يضمه هو وزوجته فقط، بعد أن عاد خاوي الوفاض من سوق الماشية في منطقة الحراريين. فهذا الشاب الذي لم يمضي على زواجه سوى بضع شهور، كان يمني نفسه، أن يعود إلى بيته الصغير حاملا معه خروفا بحجم مناسب كأضحية لأول عيد أضحى في حياته الزوجية. "صحيح هناك عدد كبير من رؤوس الماشية كانت معروضة للبيع، لكن ما خصصته لاقتناء الاضحية كان دون الحد الادنى للاسعار المقترحة"، يتحدث رشيد بمرارة شديدة. ويعزو هذا الشاب، تراكم المصاريف الملازمة لبداية حياته الزوجية وتزامنها مع مناسبات دينية، الى عدم قدرته على توفير مبلغ اكثر لاقتناء خروف بسعر مناسب. مشيرا ان الحل هو شراءه لبضع كيلوغرامات من اللحم لتعويض غياب الخروف عن البيت. في سوق الاضاحي بمنطقة "الحراريين" ضواحي طنجة، استمرت عملية بيع الأضاحي إلى ساعة متاخرة من مساء امس الثلاثاء، وسط توافد عدد كبير من المواطنين الباحثين عن اقتناء الأضحية على السوق، ممّن لم يسعفهم الوقت لاقتنائها في وقت سابق، أو الذين كانوا ينتظرون نيْل أضحية بسعر أقلّ. ليس هناك نظام تتحدد على اساسه اسعار الاضاحي في هذا السوق، وانما منطق العرض والطلب هو الذي يتحكم في تحديد أثمنة رؤوس الماشية المعروضة للبيع في السوق. لكن عددا من الكسابةاكدوا ان اثمنة الاضاحي كانت في المتناول، بينما اشتكى مواطنون من تعسف بعض الباعة في فرض اثمان لا تناسب وحجم الخروف. واذا كان "رشيد" لم يوفق في اقتناء اضحية تناسب قدرته المادية، فإن "محمد.ز"، يكشف انه لم يقرب سوق الاضاحي بصفة نهائية، والسبب حسبما يوضحه لطنجة 24، هو عدم توفره على مال من الاساس. ويبرز هذا الشاب الذي كان قبل اسابيع يجول بعض احياء طنجة لبيع البيض على متن عربة، ان مرض زوجته ارغمه على انفاق كل ما كان في جعبته من اجل تلبية مصاريف الدواء والعلاج. "ليس لدي حتى ما اجلب به القفة اليومية فكيف ساقتني خروفا"، يقول محمد، ثم يؤكد انه طرق العديد من ابواب الشركات والمعامل بحثا عن عمل، لكن بدون جدوى.