لا يكاد يمر اسبوع دون ان تهتز إحدى دواوير او احياء اقليمشفشاون، على ايقاع حادثة انتحار. فحتى غاية أمس السبت، وصل عدد حالات الانتحار الى 19 حالة، عقب وضع شخص خمسيني حدا لحياته شنقا، بجماعة بني دركول. وسجل شهر ماي الماضي وحده، وقوع 10 حالات انتحار، بينما شهدت في السنة الماضية أكثر من 45 حالة انتحار، من دون احتساب محاولات الانتحار الفاشلة أو التي تم إنقاذ من قاموا بها. حسب مصادر متعددة. وبات تعدد حالات الانتحار التي تشهدها المنطقة، يطرح اكثر من علامات استفهام بخصوص الاسباب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الكامنة وراء اقدام هؤلاء المواطنين على وضع حد لحيواتهم بشتى الطرق المأساوية، مما حذا بالكثيرين الى وصف شفشاون بأنها "عاصمة الانتحار" في المغرب. الناشط الجمعوي من مدينة شفشاون، محمد أليص، يؤكد ان تواتر حالات الانتحار على هذا النحو المخيف " بات يثير الحساسية لدى سكان المنطقة الذين صاروا يتحسبون سماع أخبار الانتحار". وفي نظر أليص، فإن "تنامي حالات الانتحار في شفشاون يعود إلى بسبب تفشي البطالة، وسوء الأحوال المعيشية". ويوضح الناشط الجمعوي، ان الاوضاع في الأرياف تفاقمت بشكل كبير عقب انحسار زراعة "الكيف" هناك، التي كانت تشكل المدخول الرئيسي للسكان". وتابع ان "غالبية شباب المنطقة الذين يعانون من البطالة يتجهون نحو إدمان المخدرات، أو الانتحار، للتخلص من معاناتهم".