وضع شاب في عقده العشرين حدا لحياته، انتحارا على حبل المشنقة، ليلة أول أمس الأحد، داخل بيت أسرته، بمركز الجماعة القروية باب برد، بإقليم شفشاون، مما أسفر عن حالة من الصدمة والهلع بين سكان المنطقة، الذين احتشدوا بشكل عفوي أمام بيت الهالك، معبرين عن قلقهم الشديد إزاء تزايد حالات الانتحار. وأفادت مصادر محلية، أن الهالك المسمى قيد حياته، (ع – ش)، والبالغ من العمر 22 عاما، وجدته أمه معلقا في حبل بشرفة سطح المنزل، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة مختنقا.
وأضافت مصادر ذاتها ل"اليوم24″ ، أن الهالك كان يعاني من اضطرابات نفسية، جراء تعاطيه الحشيش وإدمانه عليه، وأنه گان يتابع علاجا متخصصا بمركز علاج المدمنين بطنجة، قبل أن ينتقل إلى مركز "مايوركا" للأمراض العقلية بتطوان، لكن ضعف القدرة الشرائية لوالده، حال دون استمراره في تتبع مراحل العلاج.
وقال أحد الأطر التربوي في شهادته عن الهالك، أنه كان تلميذا نجيبا ومجتهدا أثناء دراسته عنده في إعدادية ابن سينا، بالرغم من تعاطيه الحشيش في سن مبكرة، غير أن تأخر حضوره بنصف ساعة يوم الامتحان الموحد، للسنة الثالثة إعدادي، كان سببا في انقطاعه عن الدراسة، وبداية إبحاره في عالم الانحراف، عن طريق الإدمان على المخدرات.
وهز وقع الحادث سكون مركز جماعة "باب برد" القروية، وأخرج سكانها في أجواء الليلة الماطرة والبرد القارس، لمؤازرة أب وأم الهالك اللذان أغميا عليهما من هول الفاجعة، إثر فقدانهما ابنهما البكر في حادث الانتحار، والذي أصبح يؤرق بال الآباء بعد انتشار الظاهرة في الآونة الأخيرة.
ولم يمضي على آخر حادث انتحار بنفس الدائرة، سوى شهرواحد، عندما أنهى شخص في الثلاثين من عمره حياته، شنقا بنفس الطريقة، بمنزله في جماعة تامروت القروية، شهر يناير الفائت.
ويشكل الانتحار شنقا، أكبر نسبة من حالات الانتحار المسجلة بالاقليم، فقد عرفت المنطقة معدل حالة انتحار في كل شهر منذ نونبر الماضي، حيث لقيت فتاة قاصر حتفها يوم 29 نونبر، بعد لف الحبل على عنقها، فيما قضى رب أسرة في عقده الرابع وأب لأربعة أبناء، بنفس الطريقة، يوم 26 دجنبر، حسب معطيات رسمية، حصل عليها "اليوم 24".
وتعليقا على الحادث، قال عبد الله نورو، رئيس جمعيات كونفدرالية اغمارة، إن في ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الفئات النشيطة، وغياب مرافق اجتماعية وضعف المشاريع التنموية، تولد الشعور بالعزلة والإحساس بالفراغ القاتل، الأمر الذي يكون سببا في جنوح الشباب للإدمان على المخدرات.
وأضاف نورو، أن استهلاك وتعاطي المخدرات بنسب زائدة، تؤدي بصاحبها إلى الإحساس بالتوتر والشعور بالاكتئاب الحاد، ينتهي بهم المطاف في الغالب إلى الانتحار.
ودعا الفاعل الجمعوي، المسؤولين والسلطات المحلية إلى التحرك بسرعة، لمواجهة خطورة ظارة الانتحار التي باتت تحصد ضحاياها في صمت، في حوادث متفرقة دون أي تدخل من الجهات المختصة، للوقوف على أسباب الظاهرة ومعالجة جذورها.
وطالب المتحدث المندوبية الاقليمية لوزارة الصحة، بتوفير أطباء نفسيين بالمركز الصحي بالجماعة، للتتبع مع الحالات التي تعاني من الاضطراب النفسي، مستشهدا بتجربة مماثلة اعتمدتها المندوبية، أثبت نجاعتها بمدينة شفشاون.