اهتزت ثلاث جماعات قروية بدائرة باب برد بعمالة إقليمشفشاون، يومي الإثنين والثلاثاء الأخيرين، على وقع ثلاث فواجع بعد تسجيل ثلاث حالات انتحار، أثارت انتباه الرأي العام المحلي بالإقليم القروي، في حين فتحت النيابة العامة تحقيقا في الموضوع لتحديد الأسباب الحقيقية وملابسات حوادث الانتحار، التي وقعت في وقت متقارب. وأقدمت امرأة في الثلاثينات من عمرها متزوجة ولها ثلاثة أبناء، تنحدر من جماعة "تاموروت" القروية، على وضع حد لحياتها شنقا في إحدى الأشجار المغروسة بجوار المنزل، صباح يوم الإثنين المنصرم، إذ تبين بعد التحريات الأولية، أن زوجها كان يتهمها بالخيانة الزوجية مع أحد أقرباءه، حسب ما ذكرته مصادر محلية ل "اليوم 24" في اتصال هاتفي. وأضافت المصادر نفسها، أن مركز دائرة باب برد اهتز على وقع حادث مماثل عصر أول أمس الثلاثاء، بعدما وضع شاب في عقده العشرين حدا لحياته انتحارا على حبل المشنقة، داخل بيت أسرته، وأوضح أفراد من عائلته بعد الاستماع إليهم من طرف الضابطة القضائية للدرك الملكي، أنه كان مدمنا على المخدرات، وكان يعاني من تداعيات البطالة بعد فقدانه منصب شغل. وبطريقة مماثلة، عند مغرب نفس اليوم، علق رجل ستيني ينحدر من جماعة «بني منصور»، نفسه بإحدى الأعمدة التي تشكل دعامات منزله، وظهر بعد التحريات الأولية التي أنجزها الدرك الملكي بالنفوذ الترابي للجماعة، أن الهالك كان يعاني قيد حياته من اضطرابات نفسية. وينتظر أن تحيل الضابطة القضائية نتائج الأبحاث الأولية التي أجرتها عقب الحوادث الثلاث على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لشفشاون، قصد اتخاذ الإجراءات القانونية في القضية، كما ستتضمن المساطر المنجزة تقارير طبية عن الأسباب الكامنة لفواجع الانتحار. وذكرت مصادر "اليوم 24″ّ، أن الحوادث الثلاثة المتقاربة في الزمان والمكان، خلفت حالة من الصدمة والهلع بين سكان المنطقة، الذين احتشدوا بشكل عفوي أمام منازل الضحايا، مواسين أفراد أسرهم، ومعبرين عن قلقهم الشديد إزاء ارتفاع ضحايا الظاهرة في حوادث متفرقة. في هذا السياق، دق خالد العمراني، فاعل جمعوي بارز بالمنطقة، ناقوس خطر ارتفاع معدل حالات الانتحار بإقليمشفشاون، وأكد العمراني أن الأمر بات خطيرا ويستدعي دراسة سوسيولوجية وسيكولوجية عاجلة، يجب أن يقوم بها مختصون كبار، لتفكيك الأسباب البنيوية وتفسير هذا السلوك القاتل، الذي يحصد العشرات من أبناء المنطقة كل عام، خلال السنوات الأخيرة.