إذا كانت مدينة المضيق تشتهر بوجبات سمك السردين المشوي غربا، فإن الجبهة هي عاصمة وجبات السردين المشوي شرقا، والغرب والشرق هنا يتعلق بجغرافية جهة طنجةتطوانالحسيمة ذات السواحل الخلابة والثروة السمكية الجذابة. والجبهة لا هي بمدينة كبيرة ولا هي بقرية صغيرة، هي بين المنزلتين بتاريخ متميز يعود إلى الفترة الاستعمارية الاسبانية التي جعلتها بقعة هامة للربط البحري بين تطوانوالحسيمة، وهي لا تزال اليوم نقطة توقف واستراحة ضرورية بين المدينتين. وتتميز هذه القيادة التي تتبع اداريا لإقليم شفشاون، وفق جولة "طنجة 24"، بذلك الميناء الصغير الذي يلبي حاجيات المنطقة من الاسماك، ويعتبر سمك السردين أحد المنتوجات ذات الجودة العالية بها. وتنتشر العديد من المطاعم الصغيرة قبالة الساحل تقدم عدة من الوجبات، إلا أن الوجبة الرسمية والاشهر بلذتها وبصمتها "الجبهاوية" الخالصة، هي بلاشك وجبة سمك السردين المشوي الذي يغري بتناوله والعودة مرة أخرى من أجله كلما سنحت الفرصة. الجبهة أيضا مدينة البحر، فهي تمتلك شاطئا شاسعا يبدأ من مينائها شرقا ويتسع غربا لمسافة طويلة، يحج إليه العديد من المصطافين خلال فترة الصيف، إلا أن من يحب الاستمتاع بمنظره وهدوئه بلا ضجيج فهذه هي الفترة المناسبة. وخلال التجول بالمدينة، فإن ما يسترعي الانتباه هو تلك المباني العتيقة التي لازالت تجاور المباني الحديثة، مبان مسالمة تحكي عن فترة اسبانية ذهبية مرت بها المنطقة، ولا زال العديد من كبار السن بالجبهة يتذكرونها بحنين. ورغم صغر حجم الجبهة، إلا أن بها الكثير ليكتشف، فجولة واحدة رفقة صياد على مركبه ستقودك الى اكتشاف العديد من الجوانب والمناطق المذهلة في جغرافيتها البحرية، كما أن بها مآثر متميزة تعود لفترة الحرب الاسبانية المغربية والعديد من المباني التي تستحق المشاهدة. وبالنسبة لأولئك الذي يبحثون عن الهدوء هربا من ضجيج المدن الكبيرة في هذه الجهة الشمالية، فإن الجبهة هي من الخيارات المفضلة، لقضاء فترة استراحة تتناول فيها وجبة سردين مشوي تحت تأثير منظر البحر ونغمات أمواجه.