– محمد سعيد أرباط: أخذتنا جولتنا هذا الاسبوع إلى قرية ساحلية لا تبعد عن مدينة تطوان إلا بضعة كيلومترات شرقا، هي قرية طالبي الراحة بعد أسبوع شاق، على وجه الخصوص، الراحة التي تخلفها زرقة فسيحة أمام العين وخضرة شاسعة تحيط بك من كل جانب. هذه القرية يطلق عليها اسم "أزْلا" وهي اخر نقطة سكانية يعبرها القادم من مدينتي شفشاون أو الحسيمة قاصدا مدينة تطوان، وتقع على ربوة خضراء تطل على الطريق الوطنية رقم 16 وشريط ساحلي قصير المساحة. اذا كنت تعمل بتطوان أو طنجة أو بالمدن الصغيرة المحيطة بهما، وقضيت أسبوعا شاقا في العمل، فإن "أزلا" تعد أفضل مكان لقضاء نهاية أسبوع مريحة بعيدا عن الضوضاء والضجيج، لاسترجاع طاقتك ورغبتك في العمل من جديد، خاصة أنها قرية قريبة ولا تتطلب استعدادا كبيرا للسفر. تتميز "أزلا" بهوائها النقي ونسيم البحر وبمناظرها الخلابة من جهة، ومن جهة أخرى، هي في حد ذاتها نقطة لرؤية مناظر خلابة بعيدة تمنح راحة للبدن وهدوء للنفس، أضف إلى ذلك رؤية صياديها وسكانها وهو يقومون بأعمالهم اليومية بشكل مختلف عما تشاهده كل يوم في المدينة. ولتعيش الهدوء في أبهى صوره، يكفي أن تجلس على أحد المطاعم القليلة الموجودة بالقرية، ثم تطلق عينيك على تلك المناظر البانورامية الجميلة أمامك، زرقة مياه بحر شاسعة، وأمواج ترتطم أمام رجليك، وتلال خضراء تحيط بك، وساحل مرتيل وجزء من سبتةالمحتلة وجنوب اسبانيا يتراقصون أمام نظرك من هذه البقعة المتميزة. الوجبة المفضلة للأكل هنا في "أزلا"، هي كل وجبة يحضر فيها السمك بشكل رئيسي، ذلك السمك الذي تتأكد من طراوته فقط برؤية الصيادين من مكانك وهم يجرون شباك صيدهم بمحاذاة قواربهم، بينما أنت تستمتع بالأكل والمنظر معا. وإذا اكتفيت من وجبتك، ومللت من الزرقة أمامك، يمكنك أن تقوم بجولة قصيرة صاعدا نحو التلال الخلفية لهذه القرية الساحلية، حيث يمكنك أن تستمتع بخضرة الغابة والأشجار والمساحات الخضراء الجميلة، والمنازل الفخمة والفقيرة المتناثرة هنا وهناك. وقد تنتهي جولتك ويحل الظلام قبل أن تنهي جولتك في كل بقاع "أزلا" الجميلة، لكن هذا قد لا يبعث فيك حسرة كبيرة وأنت ترى جولتك تنتهي بمنظر غروب شمس مبهر له مظهر خاص في هذه القرية، التي تستحق أكثر من جولة لكي تنفض عنك غبار التعب. تنشر هذه المادة ضمن سلسلة "جولة" التي تأتيكم كل يوم سبت