تمكنت المصالح الأمنية، الجمعة، من توقيف شخص يُشتبه في تحريضه على تنظيم هجرة غير مشروعة واقتحام جماعي للسياج الفاصل بين مدينة الفنيدق وثغر سبتة المحتل، في وقت تم فيه إحباط عملية موازية للهجرة السرية عبر السواحل الشمالية للمملكة. وبحسب مصدر أمني، فإن المعني بالأمر، البالغ من العمر 22 سنة، جرى توقيفه بضواحي الدارالبيضاء بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح مراقبة التراب الوطني، وذلك بعد رصد منشورات رقمية تحرّض على اقتحام الحاجز الأمني وتحاول تعبئة شباب مغاربة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأوضح المصدر أن التحريات التقنية والميدانية قادت إلى تحديد هوية المشتبه فيه وتوقيفه بمنطقة بوسكورة، حيث وُضع رهن إشارة البحث القضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد خلفيات هذه الدعوات وأهدافها المحتملة. ووفق معطيات رصد رقمية، فقد سُجّل خلال الأيام الأخيرة نشاط مكثف على منصات "تيك توك" و"فايسبوك" و"تلغرام"، تمثّل في تداول دعوات مفتوحة لتنظيم محاولات عبور جماعية نحو سبتة، ترافقت مع مزاعم بوجود فرص مواتية وتراخٍ أمني على الشريط الحدودي، ما دفع المصالح المختصة إلى رفع درجة اليقظة وتعقّب الحسابات المشبوهة. وتأتي هذه العملية في سياق تصاعد القلق الأمني من موجة جديدة من محاولات العبور الجماعي إلى سبتةالمحتلة، شبيهة بتلك التي سُجّلت في شتنبر 2024، حين توافدت مجموعات من الشباب من مدن مغربية مختلفة نحو الفنيدق، استجابة لدعوات رقمية مشابهة، ما أدى إلى مواجهات مع قوات الأمن واعتقالات واسعة، خصوصاً في مدينتي الفنيدق وطنجة. وفي سياق متصل، تمكّنت عناصر الشرطة بالأمن الجهوي للحسيمة، مساء اليوم نفسه، من إحباط عملية للهجرة غير المشروعة عبر المسالك البحرية انطلاقاً من سواحل منطقة إمزورن، حيث جرى توقيف منظم العملية في حالة تلبس، إلى جانب سبعة مرشحين للهجرة. وخلال العملية، حجزت قوات الأمن قاربين تقليديين مزودين بمحركات بحرية، كانا في وضعية رسو بميناء الصيد التقليدي بمنطقة الدريوش، فضلاً عن مبالغ مالية يُشتبه في أنها مقابل مادي للتهجير، وفق ما أفاد به نفس المصدر. وأشار المصدر الأمني إلى أن المنظم الرئيسي من ذوي السوابق القضائية في قضايا مماثلة تتعلق بالهجرة السرية والاتجار بالبشر، وقد تم وضعه تحت تدبير الحراسة النظرية، فيما يخضع باقي الموقوفين للبحث تحت إشراف القضاء. وتكثف السلطات الأمنية من عملياتها في مواجهة شبكات الهجرة غير النظامية، خصوصاً مع تصاعد الدعوات الرقمية التي تستهدف تعبئة شباب مغاربة لمحاولات اقتحام جماعية نحو سبتة، سواء عبر البر أو البحر. وخلال سنة 2024، أفشلت المصالح المختصة 78,685 محاولة للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، بزيادة قدرها 4,6% مقارنة مع العام السابق، كما فكّكت 177 شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المهاجرين، وأنقذت البحرية الملكية 18,645 شخصاً من قوارب غير صالحة للإبحار. وسُجّلت أيضاً 14 محاولة جماعية لاقتحام السياج المحيط بسبتة ومليلية، مقابل ست محاولات فقط خلال سنة 2023.