فكرة تدور حولها رواية جميلة عنوانها " النورس جوناثان"، رواية لا تؤمن بحدود الزمن أو المكان ! حينما تكسر النوارس حاجز "قانون السرب" وتتعلم الطيران إلى أقاصي المدى ، وتنجح في ذلك مجموعة قليلة ، تتأثر بها أفواج من النوارس الأخرى لتعيش حلم الطيران الجميل المتحرر من قانون السرب الجامد ! رواية تؤمن أن قوتنا وحريتنا المنشودة هي تلك التي نحملها في جنبات أنفسنا، والتي علينا تحريرها من قيودها " اكسر قيود أفكارك وسوف تكسر قيود جسدك كذلك " يقول " جوناثان" ..! حينذاك إن فعلنا . نكون ما نريد أن نكون ! رواية تدعونا لتغيير مستوى وعينا ، واتباع الحافز الذي ينادينا كي نتعلم الطيران خارج قانون وضعه أسلاف السرب منذ آلاف السنين ، ونحلق بعيدا في علا السموات واكتشاف سر وجودنا العظيم ..! رواية ترفع من مستوى تطلعاتنا وعدم الإيمان بالوقعنا كما هو " لا تصدق ما تخبرك به عيناك ،فكل ما تبديانه لك هو الحدود والقيود ! انظر ببصيرتك وفطنتك ، واكتشف ما تعلمته من قبل وسوف تعرف كيف لنا أن نطير ..." يقول جوناثان النورس العظيم !! رواية ليست ككل الروايات التي قرأتها من قبل . تطوي مفهوم الزمن والمكان حتى نستطيع الطيران في الماضي والمستقبل ! رواية كانت أضيق مما تحتوي أفكارها ! كيف تبزغ المغامرة فجأة في عقل المرء ؟ روح الخيال تغذيه ! رواية نهايتها كبدايتها لا تهتم لمصير الأبطال بل لبريقهم وتراثهم الذي تركوه فضيعه الخلف بأعجوبة وأصبحت سيرة "النورس العظيم" الذي كسر حواجز زمانه ومكانه وتحرر من قيود مجتمعه . أصبحت سيرة مقدسة تمنع النوارس الأخرى تعلم الطيران والتحليق بعيدا ! أصبح شاطئ النوارس قبورا تتلى عليها صلوات تحتقر الذات الحية وتقدس صورة وخيال القائد النوراني المؤسس العظيم ! فهل نسقط نحن أيضا في ما سقط فيه أتباع وتلامذة " جوناثان" !!؟ رواية تفجر الإبداع عند قارئها فهي كما يقول صاحبها " باخ" : لم تكتب بفضل اللجان وقواعد النحو ،وانبثقت من لغز يمس خيالنا الصامت ، من أسئلة تبقينا في حيرة لسنوات ، ثم تهب عاصفة من الإجابات فجأة من موضع مجهول ، تنطلق السهام من قوس لم نره قط ...! شكرا باخ ! شكرا " جوناثان" ..!