قط شارد يتجول وسط عدد من مراقد الموتى في مقبرة "مرشان"، إحدى أشهر المدافن في مدينة طنجة. مشهد عادي قد لا يثير زوار هذه المقبرة أو أية مقبرة أخرى، لولا أثر اعتداء بين في حق الحيوان، حيث عمد أحدهم إلى اقتلاع أنفه من وجهه بشكل وحشي. "الاعتداء على هذا القط ليس أقل أهمية من الاعتداء على عدد من القبور هنا"، يقول حفار قبور تعليقا على هذا المشهد الذي لفت انتباه الكثيرين الذين اعتادوا على التردد إلى المقبرة للترحم على ذويهم وأقاربهم. وسط مجموعة من المراقد التي يعج بها مدفن "مرشان"، تبرز كتلة من الأتربة والنباتات المبعثرة بشكل عشوائي على سطح واحد من هذه القبور، على نحو لا يتناسب مع الفترة الزمنية التي قضاها راقد هذا القبر تحت ثراه منذ سنة 2010. "الأمر يتعلق بعملية عبث دبرت بليل"، هكذا فسر أحد زوار المقبرة الحالة المزرية التي لاحظها على هذا المرقد دون غيره من القبور. وفي رأي هذا الزائر، فإن ممارسة طقوس مرتبطة بالسحر والشعوذة، هي التي تقف وراء هذا العمل "الخبيث"، على حد تعبير المتحدث. مشيرا الى ان مثل هذه الاعمال الاجرامية تنتعش جدا في أواخر شهر رمضان وعلى حد وصف زائر هذا المدفن، فإن مشهد القبر الذي طالته عملية النبش، كانت في منتهى "البشاعة"، إذ أن بعض بقايا جسد الميت، قد تم استخراجها بشكل متعمد، فيما لم يستبعد أن يكون الجناة المفترضون، قد عمدوا إلى نقل بعض أجزاء الجسم إلى مكان ما، لتوظيفها في "أعمال شيطانية" معينة. وتكررت خلال الشهور والأسابيع الأخيرة، حوادث نبش القبور في عدد من مدافن مدينة طنجة، لأسباب يربطها عموم المواطنين الذين يلاحظون آثار هذه الاعتداءات على حرمة مراقد الموتى، بطقوس الشعوذة وأعمال السحر، وأيضا بسبب تصرفات منحرفين أو مشردين يأوون إلى هذه المقابر، وأحيانا أيضا جراء رغبة البعض في الانتقام من آخرين من خلال التمثيل بجثث الأموات. وقبل بضعة أشهر، تمكنت عناصر القوات المساعدة التابعة للملحقة الإدارية السادسة بمدينة طنجة، من إعتقال شخص بحي المجاهدين، وذلك للإشتباه في تورطه بالقيام بأعمال سحر وشعوذة داخل المقبرة الإسلامية المتواجدة بالمنطقة. كما تم في وقت سابق أيضا الكشف عن شبكة متخصصة في أعمال سحر وشعوذة، حيث قامت مصالح أمن طنجة بالقبض على نساء وعدد من طلاب القرآن في مقبرة المجاهدين، وقد وجهت لهم تهم ممارسة السحر والاعتداء على حرمة الموتى بعد العثور على تعاويذ بين ثنايا جثث موتى. وبخلاف مدافن أتباع الديانات المتعددة التي تعج بها مدينة طنجة، تعيش مقابر المسلمين، من دون استثناء، أوضاعا مزرية، حيث تفتقد إلى أي نوع الحراسة، كما ان اغلبها لا يتوفر على أسوار أو أسيجة، وهو ما يجعل من القبور فريسة سهلة لتجار السحر والشعوذة، الذين جعلوا منها مراتع لممارسة السحر الأسود، الذي يعتمد في طقوسه كثيرا على جثة الميت، من أجل تلبية عدد من الرغبات الشيطانية والسيئة لزبناء مشعوذين ودجالين