يستقبل المغاربة شهر رمضان المبارك في أجواء روحانية متميزة باعتباره شهرا ليس كباقي الأشهر واعتبارا لمكانته الخاصة في قلوبهم. وإذا كان المغاربة يتحدون في العبادات والعادات الدينية التي تظهر تآزرهم ولحمتهم في أبهى حللها وأسمى معانيها، فإن أنشطتهم خلال نهار رمضان تختلف من شخص لآخر. وإذا كان بعض المغاربة يفضلون تخصيص اليوم بأكمله للشعائر الدينية وقراءة القرآن بالنظر لرمزية هذا الشهر الفضيل، فإن البعض الآخر يكرس حيزا زمنيا مهما من يومه لممارسة الرياضة أو ارتياد الحدائق العمومية أو المطالعة، بغية قضاء ساعات الصيام في أجواء خاصة. فخلال هذا الشهر الكريم، يزداد إقبال العديد من المغاربة على ممارسة الرياضة، سواء بالقاعات الرياضية أو في الفضاءات المفتوحة من غابات وشواطئ. كما يشهد هذا الشهر تنظيم دوريات مصغرة في العديد من الرياضات، لاسيما في كرة القدم. وفي هذا الصدد، يقول (ع.ز)، طالب بالأقسام التحضيرية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "أقضي يومي في الدراسة صباحا، وبعد ذلك أتوجه إلى قاعة الرياضة لأن ممارستها خلال رمضان لها أهمية أكبر مقارنة بباقي شهور السنة. فالنشاط البدني مهم لرفع كفاءة الجسم ولياقته البدنية وتبديد الخمول والكسل". من جانبه، قال أستاذ جامعي متقاعد (أ.ب)، والذي كان جالسا بأحد الحدائق العمومية يتصفح صحيفة ورقية، "خلال شهر رمضان أمضي يومي في البحث والقراءة والكتابة، حيث أشتغل رفقة بعض الأصدقاء على تأليف كتاب جماعي وبعض الأعمال البحثية الأخرى، فنجد في شهر رمضان مناسبة للاشتغال على هذا العمل". وأضاف "أرتاد أيضا الفضاءات الخضراء والحدائق لأنها تتيح فرص الراحة والتمتع بمباهج الطبيعة، فضلا عن كونها فضاء مناسبا لقراءة جريدة أو كتاب في وسط جميل، مما يساهم في إكمال يوم رمضان بحيوية أكبر". وبدوره، أشار الطالب الجامعي بمسلك اللغة الإنجليزية (ي.ف) إلى أن المطالعة تعد من بين الأنشطة التي يمارسها بشكل يومي طوال السنة، "فأنا أواظب على اقتناء ومطالعة مختلف أنواع الكتب والمطبوعات، وفي رمضان يزداد شغفي بالقراءة بغية التثقيف وتمضية الوقت مع طول ساعات الصيام". وأضاف "أن شهر رمضان مناسبة مواتية لتعميق معارفي في شتى المجالات، وذلك من خلال مطالعتي للكتب ذات الصلة بالعلوم والجيولوجيا والأدب الإنجليزي القديم والدين أيضا، فضلا عن إقبالي على اقتناء المجلات والجرائد التي تروقني قراءتها في الفضاءات الخضراء قبل ساعات قليلة من موعد الإفطار". وإذا كانت ظروف البعض تتيح لهم ممارسة مجموعة من الأنشطة في شهر رمضان الأبرك، فإن البعض الآخر لا يجد متسعا من الوقت لممارسة هواياته، بسبب ظروف العمل وضيق الوقت. وفي هذا الصدد، أوضح مهندس معلوماتي بإحدى الشركات بالرباط (ي. ج)، أنه يقضي يومه خلال شهر رمضان بين وسائل النقل والعمل، فبالنسبة له "يوم رمضان قصير جدا ولا أجد الوقت لممارسة أنشطتي المفضلة، بينما في الأيام العادية أواظب على القراءة بشكل يومي". وأشار إلى أن الوقت المتبقي من يومه القصير يخصصه للعبادة وقراءة القرآن، معتبرا أن شهر رمضان هو شهر العبادة والصيام، إضافة إلى صلة الرحم. ويبقى شهر رمضان، شهر الرحمة والمودة، لذلك يختار معظم المغاربة تكثيف أنشطتهم الدينية اليومية وممارسة مختلف الأنشطة البدنية والخيرية بغية الفوز بالأجر وإمضاء يومهم في أجواء روحانية متميزة.