نظمت دار الشعر بتطوان، أمس الأربعاء بمدرسة الصنائع والفنون، سهرة فنية كبرى احتفاء بمختلف أجيال التاريخ الشعري المغربي المعاصر. وشهدت السهرة، المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للشعر، مشاركة ثلة من الشاعرات والشعراء والمثقفين والفنانين القادمين من مختلف المدن المغربية من أجل الاحتفال بقوة وجمالية الكلم المنظوم والمتن الموزون. وتخللت هذه السهرة الشعرية، المنظمة بتعاون مع دار الشعر بالمغرب، إلقاء رسالة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وإلقاء "كلمة الشاعر"، التي كتبها هذه السنة الشاعر الأرجنتيني هوغو موخيكا، بالإضافة إلى تقديم عروض موسيقية راقية في الطرب الأندلسي بمشاركة الفنان يوسف الحسيني. كما كان الجمهور الغفير، الذي حج لمدرسة الفنون والصنائع، على موعد مع إلقاءات شعرية من أداء أحمد بنميمون ولطيفة الأزرق ونجيب مبارك، والذين يمثلون ثلاثة أجيال مختلفة من تاريخ الشعر المغربي المعاصر. وأبرز مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم اللقاء يأتي في سياق تخليد اليوم العالمي للشعر، على غرار بقية بلدان العالم، عبر إبراز دور الشعر، كوسيلة سامية للتعبير اللغوي، لتكريس قيم السلام والتعايش والحوار والمحبة، وتسليط الضوء على أهمية إحساس وروح الكلمة الشعرية. وقال لقد اخترنا هذه السنة تكريم شخصيات شهيرة من المشهد الشعري المغربي المعاصر والتي تمثل مختلف المدارس الشعرية، وذلك بهدف إبراز تنوع وغنى الساحة الثقافية والفنية المغربية، وتقريب النشء، خاصة المواهب الشعرية الصاعدة، من التراث الشعري المغربي العريق. ويمثل الشعراء المشاركون في هذا اللقاء أجيالا متعاقبة من تاريخ الشعر المغربي المعاصر، مثلما يعزفون على أشكال شعرية متمايزة، فالشاعر أحمد بنميمون هو أحد أعلام وعلامات الشعر المغربي منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، وقد كتب قصيدة حداثية بهندسة معاصرة جديدة، سوى أنها ظلت مشدودة إلى مرجعيتها العربية الأصيلة، على مستوى اللغة، وفية لإيقاعاتها على مستوى التفعيلة وأسبابها الجميلة. بينما تنتمي الشاعرة لطيفة الأزرق إلى جيل الثمانينيات، وقد جمعت في تجربتها بين الشعر بالعربية وشعر "الزجل" المكتوب بالعامية المغربية. وما بين هذا وذاك، ظلت لطيفة الأزرق صوتا رنانا يجهر بأحلام المرأة العربية الشاعرة. فيما لمع، منذ نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، اسم نجيب مبارك، وهو شاعر يكتب قصيدة النثر بمواصفاتها الكونية، وبنفس سردي متدفق وتصوير شعري جذاب. ولا يزال الشاعر يكتب قصيدة التفاصيل بعناية فائقة ولغة شيقة.