في هذا الحوار القصير، تسلط صحيفة "طنجة24" الضوء على المؤتمر الوطني السادس لشبيبة العدالة والتنمية من خلال طرح ثلاث أسئلة على خالد المودن، عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، ورئيس فريق حزب المصباج بالمجلس البلدي للقصر الكبير بإقليم العرائش، وذلك في إطار انفتاحها على جميع الألوان السياسية وإبرازها للطاقات الشبابية بمختلف المناطق الشمالية. - كيف مرّت أشغال المؤتمر الوطني السادس لشبيبة العدالة والتنمية؟ أعتقد أن المؤتمر الوطني السادس لشبيبة العدالة والتنمية كان ناجحا بعدد من المقاييس، فعلى مستوى اختيار القيادة، شكلت محطة المؤتمر الوطني مرة أخرى تمرينا ديمقراطيا أتبث أن هذه الهيئة الشبابية نموذج للتداول الحر وللديموقراطية الداخلية، فالأمانة العامة للحزب زكت الأسماء الثلاثة الأولى من حيث عدد الأصوات من بين الست أسماء التي اقترحتها اللجنة المركزية للشبيبة، وهذه إشارة إلى احترام الشرعية الانتخابية والتماهي مع خيارات أعضاء الشبيبة، كما أن التداول في الأسماء الثلاثة تم في أجواء مكاشفة مسؤولة ومنضبطة ليتوج التصويت باختيار الأخ محمد أمكراز كاتبا وطنيا لشبيبة العدالة والتنمية بأغلبية كبيرة، وهو اختيار نابع بشكل مطلق عن قواعد الشبيبة ومناضليها. وفيما يخص مستوى النقاش، لا يمكن إلا التنويه بأجواء النقاش الحر والمسؤول الذي عرفه المؤتمر، سواء خلال مناقشة تقارير الأداء أو أثناء لجان المؤتمر التي ناقشت أوراقه المسطرية والسياسية والشبابية، والذي ابان مجددا عن كم الطاقات الشابة التي تزخر بها المنظمة. إلا أن الجلسة العامة كانت إحدى أبرز لحظات المؤتمر، من خلال حضور آلاف الشباب من مختلف مناطق الوطن، والكلمات القوية التي ألقاها كل من الكاتب الوطني السابق الأخ خالد البوقرعي، والسيد الأمين العام للحزب الدكتور سعد الدين العثماني والزعيم الوطني الأستاذ عبد الإله بنكيران. - ما هو تقدييمك للمرحلة السابقة واستشرافك للمرحلة المقبلة؟ شهدت شبيبة العدالة والتنمية خلال المرحلة السابقة توسعا كبيرا على مستوى الأعضاء، ومكنتها التمدد المجتمعي لمشروع حزب العدالة والتنمية من الانفتاح على فئات وشرائح جديدة وواسعة من الشباب المغربي في المدن والبوادي، وعلى المستوى السياسي يمكن القول أن الشبيبة نجحت في أن تصبح المنظمة الشبابية الأولى على مستوى بلادنا، بحيث لعبت ادوارا نضالية مقدرة في مسار مواجهة الفساد والإستبداد، ودفعت في هذا السبيل أثمانا من حرية خيرة شبابها. والمستقبل يستلزم العمل على مسارين، تعزيز التأطير والتكوين الفكري والسياسي للشباب من أعضاء الشبيبة ومن عموم الشباب المغربي، لأن معركة الإصلاح هي قضية وعي بالدرجة الأولى ولأن التكوين أحد الوظائف الأساسية للشبيبة باعتبارها مشتلا للقيادات، والمسار الثاني الأساسي والجوهري هو تعزيز النضال الديمقراطي والاستمرار في مناهضة كل أشكال الفساد والسلطوية والريع إلى جانب حزب العدالة والتنمية وكل أبناء هذا الشعب المقتنعين باستحالة الفصل بين مسار التنمية الحقة والإصلاح الديمقراطي، خصوصا في هذا التوقيت الحرج الذي يعتقد فيه البعض أن الفرصة باتت مواتية لإغلاق ما يعتبرونه مجرد قوس فتح سنة 2011 ولإحداث ردة سياسية تعود إلى زمن هندسة المشهد السياسي وصناعة مكوناته في المختبرات المغلقة. - ما الذي تنوي القيام به لأجل هيئات الشبيبة على مستوى جهة الشمال باعتبارك ابن المنطقة؟ منطقة الشمال قدمت دائما عدد من المناضلين والقادة ليس فقط لشبيبة وحزب العدالة والتنمية بل أيضا لمختلف الأحزاب الوطنية والديموقراطية، وأعتقد أن الانتماء إلى هذه المنطقة من داخل المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية مسؤولية كبيرة، وأقل درجاتها الوفاء للسمعة النضالية لهذه المنطقة، وأعلاها الأمانة في نقل قضايا شباب الجهة التي تتقاطع مع قضايا عموم الشباب المغربي وطموحاته في الكرامة والشغل والصحة والتنمية المجالية. وبالمناسبة، فلدى الشبيبة على مستوى جهة طنجةتطوانالحسيمة حضور قوي وممتد، يشهد عليه زخم الأنشطة التي تنظمها كتاباتها المجاليا محليا وإقليميا وجهويا وقدرتها التأطيرية العالية التي أبانت عنها في كثير من المحطات، ، لكن هذا الحضور يستلزم اليوم العمل على تمثينه ونقله إلى مستويات جديدة، وأيضا العمل على تجاوز النقائص التي يمكن أن تعتريه، فجهدنا في النهاية جهد بشري محكوم بالنقص، وفي هذا الإطار يمكن القول أن هناك نقائص تنظيمية بعدد من الأقاليم أعتقد أن الفرصة اليوم مواتية لتجاوزها خصوصا وأننا مقبلون بعد نجاح المؤتمر الوطني على المؤتمرات الجهوية ثم الإقليمية ثم المحلية، وهي محطات ستمكن من إعطاء الفرصة لشباب كثيرين لتولي المسؤوليات المجالية وبعث روح جديدة بالعمل الشبابي للمنظمة بالجهة.