أظهرت دراسة بريطانية جديدة أن ممارسة النشاط البدني لمدة ساعتين يوميًا يساعد الأشخاص في الإقلاع عن التدخين. وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة تعزز البحوث السابقة، التي أجريت من قبل، لتوضيح أهمية الرياضة في الحد من الرغبة في التدخين بعد الإقلاع عنه. وفي دراستهم الجديدة، تابع الباحثون مجموعتين من الفئران، يعانون من إدمان النيكوتين؛ الأولى مارست أنشطة بدنية مكثفة لمدة ساعتين يوميًا، فيما لم تمارس المجموعة الثانية أية أنشطة رياضية. وقام الباحثون بتقييم أعراض إقلاع الفئران عن التدخين، كما تم تحليل تتبع أعراض انسحاب النيكوتين على الدماغ. وعادة ما يتم الإبلاغ عن أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم مثل التهيج، وصعوبة النوم، أو حتى الإصابة بالاكتئاب لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من إدمان التبغ. ووجد الباحثون أن المجموعة التي مارست الرياضة لمدة ساعتين يوميًا، انخفضت لديها شدة أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم مقارنة بالمجموعة الثانية. وقال الدكتور أليكسيس بايلي، قائد فريق البحث، إن الآليات الدقيقة المسؤولة عن هذا الأثر لا تزال غير معروفة إلى حد كبير. وأضاف أن "هذه النتائج تدعم ممارسة التمارين الرياضية كإجراء وقائي عند الإقلاع عن التدخين؛ للتخفيف من شدة أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم". وأشار إلي أن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا التأثير العميق لممارسة الرياضة على الحيوانات المدمنة على النيكوتين. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن "التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويًا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطين سابقين وحاليين للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي". وأوضحت المنظمة أن التدخين يُعدّ أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية. وأضافت أنه ما لم يُتخذ إجراء في هذا الصدد، يمكن للتبغ أن يقتل عددًا كبيرًا يصل إلى 8 ملايين شخص سنويًا، يعيش 80% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بحلول عام 2030. -