يدعي عدد قليل من المدخنين أن الإقلاع عن التدخين أمر سهل، ولكن إدمان النيكوتين هو بالفعل شكل قوي من أشكال الإدمان، الذي يتم تعزيزه بشكل متكرر من خلال الظروف التي تدفع المدخن لإشعال السجائر. ولكن ملايين المدخنين الذين تمكنوا من الإقلاع عن التدخين يمثلون دليلا دامغا على أن الحياة الخالية من التدخين هي أمر يمكن تحقيقه، حتى بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين كانوا مدخنين منتظمين أو حتى شرهين لعقود طويلة. ربما يكون الإقلاع عن التدخين أمرا صعبا حقا ولكنه ليس مستحيلا، حيث يمكنك تحميل «إرشادات الإقلاع عن التدخين» من الإنترنت، التي تحتوي على وصف مفصل لكل الأدوات والمعلومات التي تحتاجها لمساعدتك على الإقلاع نهائيا عن التدخين. يمكنك أيضا قراءة الكتاب الجديد الذي ألفه الدكتور ريتشارد برونزويك، وهو طبيب أسرة متقاعد في نورثهامبتون، ماساتشوستس، الذي يؤكد أنه ساعد المئات من الناس على الهروب من براثن النيكوتين والتدخين. (يذكر أن الأجزاء القابلة للطباعة من هذا الكتاب الذي يحمل عنوانا مستفزا، هي: «ألا تستطيع الإقلاع عن التدخين؟ يمكنك الإقلاع عن التدخين»). يقول الدكتور برونزويك: «لا توجد هناك حبة دواء أو تركيبة سحرية لهزيمة إدمان النيكوتين، وعلى الرغم من ذلك، فإن من خلال الفهم الأفضل لسبب إقدامك على التدخين والأدوات المختلفة التي تستطيع استخدامها للتحكم في رغبتك في إشعال السجائر، يمكنك أن لا تصبح عبدا للسجائر». الإدمان والانسحاب * يسلك النيكوتين مسارا مباشرا نحو الدماغ، حيث يمد المدخن بالراحة ودفعة بسيطة من الطاقة. ولكن عدد قليل من المدخنين هم الذين يعلمون أن الإجهاد والخمول الذي يشعرون به هو نتيجة انسحاب النيكوتين من الجسم، وإذا تمكنت من الخروج من دائرة الإدمان، فمن المحتمل أن يتبدد هذا الشعور. يأخذ النيكوتين فترة قصيرة للغاية للانسحاب من الجسم، حيث يؤكد الدكتور برونزويك أنه إذا تمكنت من الإقلاع عن التدخين لأربعة أيام فقط، فستكون المرحلة الأسوأ من هذه التجربة قد انتهت بالفعل، فضلا عن أن الأعراض المتبقية سوف تنتهي في غضون شهر واحد فقط. ولكن الآثار العاطفية والظرفية للتدخين قد تستمر لفترة أطول. واعتمادا على توقيت وأسباب لجوء الشخص للتدخين، من الممكن أن تشتمل هذه الإرشادات على التحذير من فترة استراحة من العمل، أو ضرورة التركيز على إحدى المهام الصعبة، أو تناول القهوة والمشروبات الكحولية، أو الجلوس مع أشخاص آخرين يقومون بالتدخين، أو الوجود في الأماكن المرتبطة بالتدخين، أو الانتهاء من وجبة أو نشاط جنسي، أو الشعور بالاكتئاب والضيق. ولكسر مثل هذه الروابط التي تربطك بالتدخين، ينبغي عليك أولا تحديدها ثم استبدال أنشطة أخرى بها؛ مثل التنزه، أو مضغ علكة خالية من السكر، أو حتى أخذ نفس عميق، التي من الممكن أن تساعدك في التحكم في الرغبة في التدخين حتى تنساها. ينصح الدكتور برونزويك الأشخاص الذين فشلوا من قبل في الإقلاع عن التدخين بتحديد الجزء الذي فشلوا فيه بالضبط، ثم القيام بالتجربة بصورة مختلفة في هذه المرة، حيث يحتاج غالبية المدخنين للقيام بمحاولات عديدة قبل أن يتمكنوا في نهاية المطاف من الإقلاع عن التدخين بصورة دائمة. ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو التأكد من مدى جديتك في الإقلاع عن التدخين، فإن لم تكن جادا، فحاول الانتظار حتى تصبح عندك هذه الجدية، حيث إن الحافز يمثل نصف هذه المعركة. أما إذا تراجعت وقمت بإشعال سيجارة بعد أيام أو أسابيع من عدم التدخين، فلا تفترض أنك فشلت في محاولة الإقلاع عن التدخين، وقم بالاستمرار في طريقك. مساعدات للإقلاع عن التدخين * يحتاج العديد من المدخنين، إن لم يكن غالبيتهم، إلى نوعين من المساعدات للإقلاع عن التدخين بصورة نهائية: الدعم النفسي، والمساعدات الطبية، حيث يستطيع من 4 إلى 7 في المائة فقط من المدخنين الإقلاع عن التدخين في أي وقت ومن دون أي مساعدة، حسب ما تؤكد «الجمعية الأميركية للسرطان». هناك كثير من الأدوية التي قد تساعدك على هزيمة الإدمان الجسدي للتبغ، ولكن أشهرها هو العلاج ببدائل النيكوتين (nicotine replacement therapy)، الذي يمكن شراؤه بناء على وصفة الطبيب أو حتى من دونها. صرحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية باستخدام خمسة أدوية من هذا النوع: وهي لاصقات النيكوتين متفاوتة القوة، والعلكات، والبخاخ، والمستنشقات، وحبوب الدواء المحلاة، التي يمكنها الحد من أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم ومساعدتك تدريجيا على تقليل اعتمادك على النيكوتين. هناك نوعان آخران من العقاقير الطبية الفعالة أيضا: هما «زيبان أو ويلبوترين»، وهو نوع خاص من البوبروبيون المضاد للاكتئاب الذي يقلل من الرغبة الشديدة في تناول النيكوتين، و«تشانتكس أو فارينيكلين»، الذي يعوق مستقبلات النيكوتين في الدماغ ويحد من التأثيرات الممتعة التدخين والآثار السلبية لانسحاب النيكوتين من الجسم على حد سواء. عادة ما يكون الجمع بين بدائل النيكوتين وأحد هذه العقاقير أكثر فعالية من استخدام إحدى الطريقتين بصورة منفردة. بينما يؤكد آخرون أن استخدام بعض الأساليب، مثل التنويم المغناطيسي أو الوخز بالإبر، قد ساعد بعض الناس على الإقلاع عن التدخين، ولكن مثل هذه الأساليب تفتقر إلى دليل قوي على فعاليتها. تفتقر حبوب التبغ المحلاة وأكياس التبغ والمصاصات ومراهم الشفاه التي تحتوي على النيكوتين إلى وجود أدلة على أنها تساعد فعلا على الإقلاع عن التدخين، فضلا عن عدم نشر أية تجارب سريرية تؤكد أن السيجارة الإلكترونية تستطيع المساعدة في الإقلاع عن التدخين. تقترح «الجمعية الأميركية للسرطان» اختيار «يوم الإقلاع عن التدخين» والتخلص من أدوات التدخين سواء الموجودة في منزلك أو سيارتك أو مكان عملك واختيار خطة للتوقف عن التدخين واللجوء إلى أي من المساعدات التي تحتاجها. وفي اليوم الموعود، حافظ على نشاطك وقم بشرب كثير من المياه والعصائر، واستخدام إحدى بدائل النيكوتين، وحاول تغيير نمط حياتك اليومية إذا كان ذلك ممكنا، وتجنب شرب الكحوليات، والمواقف التي ترتبط بالتدخين والأشخاص المدخنين.