التوقف عن التدخين ليس بالشيء السهل عندما يصبح التدخين "إدمانا عضويا وإدمانا سيكولوجي"، ولكن المدخن يستطيع التوقف إذا ما وجدت الرغبة الحقيقية لذلك. والكثير من الناس يتخوفون من التوقف عن التدخين بشكل مفاجىء وإن كان لا يوجد أي ضرر من ذلك بل تعتبر هذه هي الطريقة المثلى للتوقف. ومع ذلك ينصح الخبراء باتباع البرنامج الآتي للتوقف عن التدخين: - تحديد موعد معين للتوقف النهائي عن التدخين وعادة يكون هذا الموعد خلال 3-4 أسابيع من التفكير في التوقف. - التحدث مع الأهل والمقربين بالرغبة عن التوقف عن التدخين وذلك للحصول على مساعدة من يحيطون بنا. - خلال هذه الفترة (من ثلاث إلى أربع أسابيع) على المدخن أن لا يدخن أكثر من عشر سجائر في اليوم. - في اليوم المحدد للتوقف عن التدخين ينصح بأخذ النيكوتين التعويضي، والغرض من أخذ النيكوتين هو التقليل من أعراض التوتر والعصبية التي يمر بها المدخن عند التوقف عن التدخين. ويوجد ثلاث أنواع للنيكوتين التعويضي. فهناك علكة النيكوتين: وتتوفر بقوة 2 مجم أو 4 مجم، وينصح الشخص المدخن باستخدام علكة 4 مجم في البداية، مع أخذ 8 ? 12 علكة يوميا لتعويض الجسم عن النيكوتين الذي كان يتلقاه من السجائر. ويجب اتباع الطريقة الصحيحة البطيئة لأخذ هذه العلكة بحيث يمضغ الإنسان العلكة لدقائق، ومتى ما شعر بطعم النيكوتين فإنه يتوقف عن المضغ، وإذا مازال هذا الطعم فإنه يواصل المضغ ويتم تكرار هذه العملية لمدة نصف ساعة تقريبا، ويمكن أخذ علكة كل ساعة إلى ساعتين خلال اليوم. وهناك لصاق النيكوتين الذي عادة ما يتوفر بثلاث جرعات (عالية ? متوسطة ? خفيفة)، ولكي يتم التغلب على الإدمان على النيكوتين فإنه ينصح بأخذ لصاق ذي جرعة عالية يوميا لمدة أربع أسابيع ثم متوسطة لمدة أربع أسابيع وأخيرا خفيفة لمدة أربع أسابيع، وينصح بوضع اللصاق على أي مكان في الجسم وإزالته بعد أربع وعشرين ساعة تقريبا ووضع لصاق جديد. كما نجد فلتر النيكوتين المكون من مادة نيكوتين يمكن استنشاقها مثل السيجارة، ويمكن استعماله بصورة متقطعة طوال اليوم. وهناك أدوية أخرى يمكن استخدامها للمساعدة على التوقف عن التدخين كبعض الأدوية المضادة للاكتئاب التي تساعد على الامتناع عن التدخين، ولكن يجب أخذ هذا الدواء تحت إشراف طبي، وعادة لا ينصح به إلا بعد فشل المحاولات للتوقف باستخدام الطرق الأخرى. - بعض الإرشادات لمقاومة الحنين إلى السجائر - التأخير: المقصود به أنه في حالة الرغبة إلى السيجارة فإن الشخص يقول لنفسه أنا سوف أدخن ولكن بعد نصف ساعة وفي غالبية الأحيان بعد مرور فترة نصف ساعة أو أكثر فإن هذه الرغبة تقل تدريجيا ويستطيع الشخص التغلب عليها. - الامتناع: الامتناع عن بعض الأماكن أو المواقف التي عادة تذكر بالشخص بالتدخين مثل المقاهي، وهذا الامتناع يكون لفترة مؤقتة لمدة شهر مثلا لأن بعد مرور الشهر فإن الإنسان عادة يستطيع التحمل أكثر. - الهروب: المقصود بهذا الشيء هو الهروب أو الخروج من موقف ما يشعر الإنسان من خلاله الحنين الشديد إلى السيجارة، فمثلا إذا كان الشخص في مكان معين ويشعر بحنين شديد إلى السيجارة فإنه قد يضطر إلى الخروج أو تغيير المكان من أجل التغلب على هذا الحنين. -إيجاد البدائل: محاولة الانخراط في أعمال أو هوايات أخرى لمحاولة الانشغال عن التفكير بالتدخين مثل ممارسة الرياضة لفترة معينة، تكثيف الزيارات الاجتماعية، وهذه البدائل تساعد على نسيان التدخين نوعا ما. وهنا يجب التنبيه أنه من الضرورة اختيار الوقت المناسب للتوقف عن التدخين، فمثلا قد يكون أسهل على التخلص من التدخين في فترة إجازة من العمل، وبالتالي الابتعاد عن ضغوط العمل خلال الفترة الأولى الصعبة أو استغلال فرص معينة مثل شهر رمضان، فإن هذه الأجواء العامة وممارسة العبادة في هذه المناسبات تقوى إرادة الإنسان على مقاومة العادات السيئة مثل التدخين. ويجب التنبيه بأن الشخص المدخن قد يمر بعدة تجارب فاشلة في محاولة التوقف عن التدخين، ولكن من الضروري عدم اليأس وتكرار المحاولة للاستفادة من التجارب السابقة.