حذرت دراسة حديثة، الرجال المدخنين من أن آثار التدخين لا تطالهم وحدهم، بل تؤثر على ذريتهم بالسلب، وتقلل استجابة أجسام الصغار للأدوية وخاصة المضادات الحيوية. الدراسة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماساتشوستس الأمريكية، ونشروا نتائجها اليوم الأربعاء، في دورية (eLife) العلمية. وأجرى فريق البحث دراسته على مجموعة من الفئران، لاكتشاف الآثار المترتبة عن تدخين الآباء فيما يخص صغارهم. وأظهرت التجارب أن الفئران التي ولدت لآباء مدخنين، كانت استجابة أجسادها قليلة لبعض المضادات الحيوية وحتى العلاج الكيميائى. كما أظهرت التجارب نتائج مثيرة للدهشة، كشفت أن الفئران الذين يتعرضون للنيكوتين الناتج عن التدخين يوميًا أكثر عرضة لإنجاب صغار يتعاطون مخدر الكوكايين. وقال قائد فريق البحث الدكتور "أوليفر راندو"، أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة ماساتشوستس الأمريكية، "الدرسة تشير إلى أن الأطفال المولودين لآباء يدخنون النيكوتين يرثون مجموعة من الطفرات الجينية التي تجعل أجسامهم مبرمجة ضد الأدوية". وكانت دراسات سابقة أثبتت أن "النساء اللواتي يدخنّ أثناء الحمل، أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون من مشاكل صحية، أبرزها انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، والعيوب الخلقية، ومتلازمة موت الرضع المفاجئ، وهى أسباب رئيسية تزيد معدلات وفيات الرضع". ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويًا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي، لأنه يعد أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان وأمراض الرئة والقلب والأوعية الدموية. وأضافت المنظمة أنه ما لم يُتخذ إجراء في هذا الصدد، يمكن للتبغ أن يقتل عدداً كبيراً يصل إلى 8 ملايين شخص سنويا، يعيش 80% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بحلول عام 2030.