افتتحت الجمعة بطنجة الدورة الحادية عشر لملتقيات "العبادي" بتقديم سهرة راقية لهواة وعشاق الموسيقى الأندلسية القادمين من مختلف مدن المملكة. وقدمت مجموعة روافد، التابعة لجمعية روافد موسيقية، المنظمة للمتلقيات، برئاسة المعلم عمر المتيوي "نوبة رمل الماية"، التي تعتبر أكبر نوبة ضمن موسيقى الآلة، والأكثر شعبية بين المولعين بالموسيقى الأندلسية. وسافر عشاق هذا النمط الموسيقي العريق، الذي ينهل من غنى وتنوع الموسيقى العربية الأندلسية، في عالم من الجمال والروحانية بفضل أشعار نوبة رمل الماية، التي تتشكل من مقاطع مكتوبة في مديح خير الأنام، محمد صلى الله عليه وسلم. وأشار عمر المتيوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذا اللقاء الفني الممتد على يومين يهدف إلى الحفاظ على الثقافة والهوية المغربيتين، خاصة التراث العربي الأندلسي، وتقريب الأجيال الناشئة من هذا الإرث الثقافي العريق، وتعزيز إشعاع الموسيقى الأندلسية، لافتا إلى أن نوبة رمل الماية قدمت بالكامل خلال هذه السهرة، وهي الفقرة التي انتظرها بشغف كبير عشاق هذا النمط الموسيقي. وأضاف أن اللقاء، الذي يعد مناسبة يجتمع خلالها العديد من الفنانين وهواة الموسيقى الأندلسية من عدة مدن مغربية، خاصة تطوان وفاس وتازة والرباط وسلا وطنجة، يشكل مناسبة من أجل تقديم كتاب لعموم الجمهور يتضمن دراسة حول النوبة، خاصة نوبة رمل الماية، والذي يحتوي على كل القصائد المغناة في التراث الموسيقي العربي الأندلسي. من جانبه، أبرز الباحث في الموسيقى الأندلسية، عبد المجيد السملالي، أن هذه التظاهرة تأتي لتسليط الضوء على تراث نوبة رمل الماية، وإحياء هذا الفن المغربي العريق، ونشره بين صفوف الشباب واليافعين، وتقوية الحوار الموسيقي. وأصبحت هذه الملتقيات ضمن المواعيد المهمة في الأجندة الثقافية لمدينة طنجة منذ حوالي عقد من الزمن، خاصة وأن هذه التظاهرة تسعى إلى الحفاظ على التراث الموسيقي المغربي الأصيل، وكذا توفير فضاء لالتقاء بين رواد موسيقي الآلة لأداء روائع مقاطع النوبة.