يعاني قاطنو حي "عزيب أبقيو" الواقع بمقاطعة مغوغة بمدينة طنجة، من ضُعف لافت على مستوى البنية التحتية، خاصة من حيث الطرق الواصلة بين محلات سكناهم ووجهاتهم اليومية لقضاء مصالحهم المختلفة إضافة إلى غياب عدد من المرافق الأساسية، في الوقت الذي يعرف تحوّلا ديمغرافيا كبيرا، بازدياد أعداد قاطنيه بشكل لافت، خلال السنوات الأخيرة. طرق غير معبدة أكثر ما يلفت الانتباه بمجرد الاقتراب من أولى مداخل حي "عزيب أبقيو"، هو الحالة المهترئة للبنية الطرقية، حيث يبدو للوهلة الأولى أن الحي يفتقر لشوارع معبدة تؤمن تنقلات سكانه من وإلى محلات سكناهم "بطريقة تضمن كرامتهم"، حسب تعبير مجموعة من السكان المشتكين من "هذا الحيف والظلم" الذي يعيشونه. ويظهر من الصور التي تنشرها جريدة طنجة 24 الإلكترونية، حالة بنيوية في غاية التردي لمجموعة من الشوارع والأزقة، ما يجعل حالة هذا الحي الموجود ضمن المجال الحضري، اقرب إلى حالة منطقة قروية. ويتحدث العديد من سكان المنطقة، بسوداوية كبيرة عن الحالة البنيوية لهذه الطريق، التي يزداد استعمالها صعوبة بالنسبة لأصحاب العربات والسيارات، معتبرين أن المرور بحذر شديد هو أفضل طريقة للحفاظ على العربة المارة من هناك، حيث أن الطريق توجد في وضعية الطريق غير المعبدة، وتكثر فيها الحفر على نحو كبير لا يتم ترقيعها حتى بالتراب كما هو الحال لبعض الطرق الأخرى. مسجد آيل للسقوط في الوقت الذي خصصت الدولة المغربية، خلال السنوات الماضية، أغلفة مالية مهمة للارتقاء بمجموعة من المساجد بمختلف مناطق المملكة، بما فيها مساجد توجد في الأحياء الهامشية، فإن وهج الخطة الوطنية للارتقاء بمساجد المملكة، لم يسطع بعد على مسجد حي "اعزيب أبقيو". وبحسب إفادة فاعلين جمعويين من الحي، فإن المسجد يعيش حالة من الإهمال، رغم كونه مقصدا لمئات من سكان الحي من أجل أداء شعائرهم الدينية، إذ يكفي مشهد واجهته ومدخله، لاستنتاج الوضعية المزرية لباقي مرافقه. وبالفعل، لا تبدو حالة الفضاء الداخلي للمسجد، أفضل من واجهته ومحيطه، إذ يبدو لافتا غياب الصيانة الدورية لمرافقه وجدرانه، ما تسبب بالتالي في ظهور عدة تصدعات على مستوى أجزاء من سقفه وجدرانه. مصلحة المواطن وسؤال الإرادة الفاعل الجمعوي المتتبع للشأن المحلي، حسن الحداد، يرى في معرض تعليقه على هذا الوضع، أن حالة هذا الحي ليست استثناء من بين العديد من الأحياء الأخرى في مختلف مناطق مدينة طنجة. معتبرا ضمن تصريح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن هذا دليل على أن "مصلحة المواطن ليست من صميم اهتمامات المسؤولين". وفي رأي الحداد، فإن وضعية حي "اعزيب أبقيو"، يمثل نموذجا لوضعية أحياء لا تشرف مدينة طنجة الكبرى، والتطلعات والتحديات التي رسمت لهذه المدينة التي ستحتضن في القريب العاجل منطقة دولية ومدينة ذكية. ويتابع الفاعل الجمعوي حديثه مع الجريدة، معتبرا أن وضعية الأزمة المالية التي تشتكي منها طنجة، لا يشفع للمسؤولين بتجاهل مصالح المواطن ورفع الأذى عن طريقه وتوفير بنية تحتية تحميه وتحمي ممتلكاته. واعتبر أن هناك حاجة إلى إرادة سياسية حقيقية من طرف القائمين على تدبير الشأن العام المحلي. مشددا على ضرورة نهج رؤية تشاركية بين جميع المتدخلين من أجل تحقيق أهداف مشروع طنجة الكبرى الذي جاء ليصالح المدينة مع نفسها وتاريخها، حسب ما جاء على لسانه.