تشهد ظاهرة الهجرة السرية بين شمال المغرب وجنوباسبانيا، خلال فصل الصيف، ارتفاعا كبيرا بسبب الاحوال الجوية المساعدة، المتمثلة في هدوء مياه البحر وارتفاع درجة الحرارة، الامر الذي يشجع مرشحي الهجرة على محاولة عبور مضيق جبل طارق بطريقة سرية. ويلاحظ متتبعون لظاهرة الهجرة السرية بهذه المنطقة في السنوات الاخيرة، قيام مرشحو الهجرة بتغيير وابتكار وسائل جديدة لعبور مضيق جبل طارق، حيث عرفت فصول صيف السنوات الثلاثة الاخيرة اعتماد المهاجرين على وسائل هجرة مغايرة. في سنة 2015 اعتمد المهاجرون السريون الذين ينحدرون من دول جنوب صحراء افريقيا، على سرقة قوارب الصيد التقليدية الموجودة في المدن الساحلية، ثم يقومون بمحاولة عبور مضيق جبل طارق على متنها بطريقة غير شرعية. وكانت شكاوى الصيادين المغاربة قد ارتفعت بشكل كبير في تلك السنة، خاصة في مدن المضيق والفنيدق وطنجة، بسبب ارتفاع عدد السرقات التي قام بها مهاجرون سريون لقوارب الصيد التقليدية، وكانت هي ظاهرة ذلك الصيف بامتياز. في صيف سنة 2016، ارتفعت ظاهرة الهجرة السرية باستعمال العجلات المطاطية، حيث سجلت البحرية الاسبانية وصول العشرات من المهاجرين السريين إلى سواحل اسبانيا، أو تم انقاذهم على مقربة من سواحلها، وهم على متن العجلات المطاطية. أما في فصل صيف السنة الهجرية، فقد استفحلت ظاهرة عبور المضيق على متن الدراجات المائية، حيث قامت شبكة التهريب باستغلال قرب المسافة بين شمال المغرب وجنوباسبانيا وسرعة الدراجات المائية للقيام بتهريب العشرات من المهاجرين مقابل مبالغ مالية. وكشفت ادارة الحرس المدني الاسباني مؤخرا، أن حوالي 300 مهاجر سري وصل إلى اسبانيا خلال فصل صيف هذه السنة على متن الدراجات المائية، حيث كانت شبكات التهريب تعمل على تهريبهم على متن الدراجات المائية وتلقي بهم على شواطئها ثم تعود أدراجها. وقد تمكنت بحرية الحرس المدني من القاء القبض على أزيد من 20 شخصا أثناء عملية تهريبهم للمهاجرين السريين على متن الدراجات المائية، إلا أنه رغم ذلك تبقى ظاهرة تهريب المهاجرين السريين على متن الدراجات المائية ظاهرة هذا الصيف بامتياز. وهذا يدفع إلى توقع ظهور وسيلة جديدة سيستخدمها المهاجرون السريون في فصل صيف السنة المقبلة، الأمر الذي يصعب من مأمورية المصالح الامنية البحرية سواء المغربية أو الاسبانية في محاربة ظاهرة الهجرة السرية بمضيق جبل طارق.