شهد مضيق جبل طارق – ولازال- خلال السنة الجارية (2017) ارتفاعا كبيرا في محاولات الهجرة السرية من شمال المغرب نحو جنوباسبانيا، حيث كشفت احصائيات الحرس المدني الاسباني وصول أزيد من 10 آلاف مهاجر أجنبي للتراب الاسباني خلال 8 أشهر فقط، أكثر من السنة الماضية بكاملها. ويرى متتبعون لظاهرة الهجرة السرية في مضيق جبل طارق، تغير الكثير من المعطيات والعادات في هذه الظاهرة في السنوات الاخيرة، إذ بعدما كانت الهجرة عبر المضيق تعد مغامرة خطيرة، أصبح اليوم يستطيع قاصرون ومراهقون المغامرة بعبور المضيق بسهولة. ووفق ما أشار اليه الحرس المدني الاسباني في بلاغات اعلامية سابقة، فإن ارتفاع محاولات الهجرة السرية في مضيق جبل طارق في السنوات الاخيرة، يرجع بالاساس إلى تراجع مخاوف الغرق التي كانت تقف في وجه الكثير من مرشحي الهجرة. ومن بين العوامل التي ساهمت تراجع المخاوف من الغرق، هو نجاح العديد من محاولات الوصول إلى الضفة الاسبانية من طرف مرشحي الهجرة، بالاضافة إلى نجاح العديد من القاصرين والمراهقين في عبور مضيق جبل طارق على متن قوارب صغيرة، الامر الذي يشجع الاخرين على القيام بنفس الامر. وقد بلغت الجرأة ببعض مرشحي الهجرة السرية، إلى عبور مضيق جبل طارق على ألواح ركوب الامواج الصغيرة، فيما شهدت السنة الماضية نجاح العديد من المراهقين في قطع المسافة بين طنجةواسبانيا على متن العجلات المطاطية، وهذه من الامور التي بددت الكثير من مخاوف الغرق في مياه المضيق. كما أن من بين أبرز العوامل الاخرى التي ساهمت في ارتفاع أعداد الهجرات السرية بين الضفتين المغربية والاسبانية، خاصة في صفوف المهاجرين المنحدرين من دول جنوب صحراء افريقيا، هو علم هؤلاء المهاجرين بتدخل البحرية الاسبانية أو المغربية لإنقاذهم في حالة تعرضهم لخطر الغرق. ويرجع هذا الامر بالاساس إلى التعاون الذي أعلنه المغرب واسبانيا في مجال انقاذ المهاجرين السريين في مضيق جبل طارق، ولهذا فإن المهاجرين اذا لم ينجحوا في الوصول إلى مبتغاهم يكون لديهم على الاقل أمل كبير في انقاذهم من طرف البحرية الاسبانية أو المغربية، مما يجعل احتمال الغرق، احتمالا ضئيلا. ولهذا تكشف الارقام المتعلقة بالهجرة السرية في السنوات الاخيرة بمضيق جبل طارق، ارتفاع محاولات الهجرة السرية، مع تسجيل حالات غرق أقل مما يتم تسجيله في نقاط الهجرة في كل حوض البحر الابيض المتوسط وباقي مناطق العالم.