– محمد سعيد أرباط: شهد مضيق جبل طارق في فصل صيف 2015 المئات من محاولات الهجرة السرية من طرف مهاجرين ينتمون إلى دول جنوب صحراء افريقيا انطلاقا من السواحل الشمالية المغربية نحو السواحل الجنوبية الاسبانية. ويعتمد المهاجرون السريون لعبور المضيق في الغالب على القوارب التقليدية أو القوارب المطاطية الكبيرة والصغيرة، غير أن هذه السنة شهدت وسيلة أخرى اٌستعملت بشكل لافت في الصيف الماضي وهي العجلة المطاطية التي تشكل الاطار الداخلي لعجلات وسائل النقل. واستعملت هذه العجلات من طرف المهاجرين السريين بشكل كبير في منطقة بليونش للهجرة سرا نحو ساحل سبتةالمحتلة عن طريق امتطاء هذه العجلات والجدف باليدين، ونجح عدد كبير منهم من الوصول إلى ساحل المدينةالمحتلة في محاولات متعددة. كما تمكن مهاجران مغربيان في حدث غير مسبوق في ظاهرة الهجرة السرية بمضيق جبل طارق، تمكنا من الوصول إلى سواحل جنوباسبانيا انطلاقا من طنجة على متن عجلتين في محاولتين متفرقتين، وكانت الصحافة الاسبانية قد اهتمت بهما على نطاق واسع لقدرتهما على قطع المضيق على متن هذه الوسيلة الصغيرة. ويرى متتبعون لظاهرة الهجرة السرية بمضيق جبل طارق، أن اعتماد بعض المهاجرين على العجلات المطاطية أو بعض القوارب الصغيرة دون الخوف من الغرق رغم ورود هذا الخطر، يرجع إلى قرب المسافة بين الضفتين المغربية والاسبانية، اضافة إلى قرب ساحل سبتةالمحتلة من منطقة مثل بليونش التي لا يفصل بينهما إلى سياج حديدي. كما أن المهاجرين، حسب المتتبعين لظاهرة الهجرة بشمال المغرب، اعتمدوا على الاجواء الصيفية المعتدلة ودفئ المياه في هذه الفصل كعوامل مساعدة على الهجرة السرية، متوقعين أن يشهد موسم الصيف المقبل محاولات أكثر من حيث العدد.