كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون في جامعة بنسلفانيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن سعادة الأم في علاقتها الزوجية ومستوى الدعم المعنوي والنفسي الذي تحصل عليه من زوجها وممن حولها قد يلعب دوراً في شعور مولودها الجديد المستمر بالمغص وبكائه الذي لا يتوقف في حالة تسمى طبياً (Colic). وما كان مفاجئاً في هذه الدراسة هو أن الأمهات اللواتي يقمن بتربية أطفالهن بالاعتماد على أنفسهن كلياً بعد الانفصال عن الزوج، سجلت لديهن أقل نسب لإصابة الطفل بمغص وبكاء. وتصيب مشكلة المغص والبكاء المستمر (Colic) مولوداً واحداً من كل 5 مواليد جدد سليمين صحياً ولا يعانون من أي مشاكل طبية تذكر. وتعرف هذه الظاهرة بأنها البكاء غير المتوقف للطفل دون مسببات أو مشكلات صحية واضحة، ويستمر بكاء الطفل المصاب بهذه الحالة عادة لأكثر من 3 ساعات يومياً على مدى ثلاثة أيام أسبوعياً ولمدة تتجاوز 3 أسابيع. وغالباً ما تشهد هذه الحالة تفاقماً ملحوظاً في الفترة العمرية بين 6-8 أسابيع من عمر الطفل، وغالباً كذلك يتعافى الطفل منها دون أي تدخل طبي مع بلوغه الشهر الثالث أو الرابع من عمر الطفل. ولطالما كان الأطباء في حيرة من من أمرهم بخصوص الأسباب الحقيقية وراء هذه المشكلة التي يواجهها المواليد الجدد، والتي تعتبر مشكلة طبيعية لا تثير القلق، وإن كانت مثيرة للأعصاب خاصة لدى الاباء الجدد الذين قد يحرمهم بكاء الطفل من النوم. وساد الاعتقاد أن الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة قد تشمل الغازات أو الإفراط في إطعام الطفل أو عدم اكتمال نمو الجهاز العصبي لديه أو إصابته بعدم تحمل اللاكتوز. ولكن الدراسة الجديدة كشفت أن الزوجات والأمهات السعيدات في علاقاتهن بأزواجهن ويحصلن على الدعم الكافي واللازم ممن حولهن كانت نسبة إصابة المواليد الجدد لديهن بالمغص والبكاء 11.6% فقط، والأمر ذاته انطبق على الأمهات اللواتي عانين من اكتئاب ما بعد الولادة ولكن حصلن على دعم كافي من أزواجهن والمقربين لهن. وأفاد الباحثون أن مساعدة الزوج لزوجته في رعاية مولودهما الجديد تزيد من محبتهما للطفل وتقلل من فرص إصابته بالبكاء والمغص المستمر. وصرح الباحثون أن على المجتمع أن يكف عن إلقاء اللوم على الأم في أنها السبب في بكائه المستمر أو اتهامها بأنها لا تعتني بطفلها بما فيه الكفاية أو أن نفسيتها السيئة هي ما يؤثر عليه، فالزوج يلعب دوراً مهماً في التقليل من بكاء الطفل.