من تكون أيها الذي لا يملك سوى بطاقة حب يتيمة للمدينة و"كمشة" أفكار وبضعة رؤوس أقلام وقليل من الدم الساخن في العروق المبتلة، حتى تجرأ على نعي الأستاذ خالد.. خالد الذكر، بتوصيف الوفي الأعز حسن بيريش؟ يا شبيهي في مرآة الدقة ! الرجل نار موقدة على عَلَم شامخ سامق يطاول السحاب في الأعالي، تغار منه الأقمار والأطيار، وتعطيه الأدواح "تعظيم سلام"... وفِّر مفرداتك المنتقاة من بساتين الغير، واتلوا صلوات الصمت أخيْر لك إن كنت تعلم أولا تعلم... ولا تًمعن، رحمك الله، في اجتراح أطراف الكلام من قاموس الموتى... إن الذي شقى وجرى وسهر وتحمل وصبر وثابر وبادر وأنجز وأبدع وبنى وتعلم وعلَّم وأرسى وقعَّد وشيد ثم ذهب، لم يمت... ولم يستسلم للمحو... وهو بريء من نقصان فعل "كان"... ولا يقبل في حقه: (كان رجلاً وكان...). هو كائن ويكون ما دام الكون في عهدة بني الانسان... خالد مشبال: الأستاذ الذي.. علمنا السحر.. سحر صاحبة الصولجان. علمنا السير بثبات، على الأرض الصلبة، وعلى الصراط المستقيم. علمنا كيف نزرع، ولا نتعجل الحصاد، في مواسم الطفيليات. علمنا شجاعة القفز على الحواجز، على حد تعبير الزميلة العزيزة فاطمة الافريقي، ومراوغة الرقيب بمهارة تجعله يرى الخطوط الحمراء خضراء في عز الخريف. علمنا، في وكالة شراع وجريدة الشمال بالخصوص، كيف نلتزم بخط تحريري منفتح ومتحرر ومختلف. علمنا شروط الجودة، وعلمنا احترام ذكاء القارئ، وعلمنا... أفضال الرجل على الداعي لكم بالخير لا تُعد.. فيها الشخصي وفي الموضوعي... *** رحمة الله عليك أستاذنا الجليل خالد مشبال.. وصادق العزاء لطيّبة الذكر، رفيقة دربه، الأستاذة أمينة السوسي، ولجميع الأهل والأقارب ولأصدقاء والزملاء... عزاؤنا في رحيله كبير. - نلتقي!