أكدت الجمعية المغربية للمنظريين على الانخراط التام لكل أعضائها في المجهودات المبذولة من طرف مختلف الفاعلين المؤسساتيين من أجل مواجهة اثار التغيرات المناخية و ابتكار حلول عملية قادرة على التنزيل الفعلي للتوصيات المنبثقة عن المؤتمر الحالي و المؤتمرات السابقة، مع الاستحضار الدائم للتوجيهات الملكية السامية في مجال العمل من أجل المناخ و التنمية المستدامة. ويأتي هذا في إطار انعقاد الدورة الثالثة لمؤتمر الأطراف المتوسطي المنعقد بمدينة طنجة يومي 22 و 23 يونيو 2023 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله تحت شعار "ميد كوب المناخ، محرك للعمل المناخي في منطقة البحر البحر الأبيض المتوسط على المستويين المحلي و الجهوي". ونوهت الجمعية بهذا الخصوص باحتضان المملكة لهذا اللقاء الذي يبرز الالتزام الدائم لبلادنا في الجهود المبذولة على المستوى الدولي والإقليمي للتصدي لأثار التغيرات المناخية والسعي الى تطوير اقتصاد مندمج يضمن حق الأجيال الحالية في التنمية وحق الأجيال القادمة في الحياة، في استحضار للأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2015 -2030. ويعد الاختيار الموفق لشعار هذه الدورة والذي يعبر عن الوعي المتقدم للجهة المنظمة بضرورة الرفع من وثيرة التنزيل الفعلي لتوصيات المؤتمرات السابقة كمدخل أساسي لأي فعل من أجل المناخ ورافعة مهمة لبلغ الأهداف المسطرة من لدن كل المتدخلين. وفي نفس السياق، تعمل الجمعية على تقديم حلول عملية مستقات من الممارسة اليومية لأعضائها وذلك من خلال تطوير نموذج مرجعي لتهيئة الفضاء العام الحضري مبني على أليات أكثر فعالية لضمان تحقيق الاستدامة في الفضاءات الخضراء وكذا الاستعمال المعقلن لمياه السقي واللجوء الى المصادر البديلة للمياه كالمياه المعالجة. بالإضافة الى تشجيع تدوير النفايات الخضراء وتطوير اقتصاد أخضر مرتبط بها. ويعتبر استعمال الأنواع النباتية المحلية المتأقلمة مع الظروف المناخية في المجال الترابي أحد المحاور المهمة التي يشتغل عليها المهندسون المنظريون أعضاء الجمعية، وذلك نظرا لتأثيراتها الإيجابية المتهددة، خصوصا فيما يتعلق باقتصاد مياه السقي بنسب جد مهمة، والمساهمة في الرفع من التنوع البيولوجي بالفضاءات الخضراء الحضرية بالإضافة الى تقوية الوعي والتحسيس بضرورة حماية هذا الموروث الطبيعي لبلادنا، والذي بفضله تحتل المملكة الرتبة الثانية على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط. و من هذا المنطلق، و ايمانا منها بالدور المحوري الذي يطلع به المهندس المنظري في التنزيل الأمثل لمختلف الاستراتيجيات و المشاريع المرتبطة بالتنمية المستدامة و الرفع من مرونة المدن و المجالات الترابية و تأقلمها مع التغيرات المناخية، تعبر الجمعية المغربية للمنظريين عن انخراطها الدائم واللامشروط في كل المبادرات والاستراتيجيات المؤسساتية الهادفة الى مواجهة التغير المناخي، واستعدادها لتقديم الاستشارة والمواكبة التقنية للهيئات والجماعات الترابية من أجل تطوير حلول ووضع برامج قابلة للتطبيق على المستوى محلي. كما تدعو الجمعية الى اعتبار التهيئة المنظرية للفضاء العام الحضري وللمجالات الطبيعية والقروية وخلق المساحات الخضراء مدخلا أساسيا لتقوية العمل من أجل المناخ، من خلال ما توفره هذه الفضاءات من قدرة على امتصاص الكربون والغازات الأخرى المسببة للاحتباس الحراري، مع الإسراع باعتماد نصوص قانونية تتماشى مع الطموحات الكبيرة التي تسعى اليها بلادنا في مجال التهيئة المنظرية.