أصبح العثور على أحياء في برج "غرينفيل" السكني بمنطقة "كنسينغتون" غرب العاصمة البريطانية لندن، في حُكم المستحيل. وتسود حالة من الحزن والصدمة عائلة المغاربة الذين تم التأكد من وفاتهم حرقا في هذا البرج، والذين ينحدر الكثير منهم من مدينة العرائش. وأعلنت كل من عائلات بلقاضي والوهابي والوطاس، المنحدرة من العرائش عن فقدان أقرباء لهم في البرج المشؤوم . ومن المؤكد أن كل من كان بالمبنى، بالطابق 11 فما فوق، قد لقي حتفه بلهيب النيران، وهو ما يجعل أيضا مهمة التعرف على الجثث مسألة صعبة جدا . وأعرب أبناء العرائش في بريطانيا عن غضبهم، بسبب حجم الأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بأسر كاملة، بعد أن فقدت الأب والأم والأبناء، وإنقطع نسلهم إلى الأبد.وفي عائلة الوهابي على سبيل المثال، إنقطعت أخبار الأب عبد العزيز الوهابي (52 سنة)، وزوجته فوزية الوهابي (42 سنة)، إضافة إلى الأبناء، ياسين الوهابي (21 سنة)، نور الهدى (15 سنة)، والمهدي (8 سنوات) . ولا تزال إلى حدود الآن، لم تصدر أية أرقام نهائية حول ضحايا الكارثة الكبيرة التي أصابت الجالية المغربية. وكان الناشط السياسي الدكتور رشيد فارس قد تلقى التعازي في وفاة خاله ” عبد السلام الصبار" بعد أن تم التأكد من وفاته في العمارة المحترقة . وكانت الساكنة المجاورة للعمارة التي لم يبقى منها سوى الهيكل الخارجي، قد تظاهروا امام مقر البلدية، رافعين شعار " عيب عليكم". ودعوا في مسيرة غاضبة شارك فيها الجميع، إلى إنصاف الضحايا وفتح تحقيق جدي حول أسباب الحريق . وقال الناشط الجمعوي خالد برواين بأن وسائل الإعلام المحلية تحدثت عن أن المادة التي تم إستعمالها في ترميم العمارة مؤخرا ربما تكون ساهمت في الكارثة، معتبرا أن معايير السلامة لم يتم إحترامهما. وأورد بأن السكان الذين لم يستمعوا لتعليمات رجال المطافئ، ظلوا على قيد الحياة. بينما أولائك الذين خضعوا للتعليمات إحترقوا وتحولوا إلى رماد . وعن تجاوب المسئولين، قال برواين، إن السفير والقنصل المغربين سجلا حضورهما فقط ،مشيرا إلى أنه غالبا ما لا تتعامل السفارة بشكل إحترافي مع أبناء الجالية المغربية. ولفت الإنتباه إلى أن المواطنين البسطاء بذلوا جهدا كبيرا في تقديم الدعم الغذائي والمالي والنفسي لعائلات الضحايا، وبعض الجرحى. ويعتبر المغاربة المنحدرين من العرائش، النواة الأولى للمهاجرين الذين جاؤوا إلى العاصمة البريطانية،ويشكلون النسبة الأكبر من أبناء الجالية المغربية في بريطانيا . ويمتد تاريخ وجود العنصر المغربي في هذا البلد، وفي لندن تحديدا، إلى ستينيات القرن العشرين، وفي كل سنة يعود عدد كبير من أبناء الجالية العرائشية إلى موطن أجدادهم لقضاء عطلة الصيف، وصلة الرحم .