يتنامى شعور بالإحباط لدى عدد من أبناء الجالية المغربية في الخارج، ويعتقد البعض منهم أنهم يعيشون فعليا وضعية غير مريحة، ولديهم إحساس أن الحكومة المغربية لا تسأل عنهم إلا حينما يحضرون معهم العملة الصعبة. ويصف مهاجر يدعى الحسين ويقيم في إسبانيا،الجالية المغربية بأنها مجرد "مْجْلِيَّة" تتقاذفها إدارات وأجهزة بلدان الهجرة والإقامة.ما عدا ذلك فيبقى مجرد شعارات لا تجد لها صدى على أرض الواقع . ولا حديث في أوساط مغاربة لندن عاصمة بريطانيا،سوى عن الفضيحة والمأساة،التي وقعت للمرحوم إبراهيم لشهب،الذي توفي في دجنبر 2015، عن عمر يناهز 34 سنة، وظل في ثلاجة الأموات لمدة 6 أشهر . وقالت أوساط في الجالية المغربية لجريدة طنجة24، إنه وبعدما لم يتقدم أي من عائلة الميت بالسؤال عن المرحوم لشهب طوال تلك المدة، قامت السلطات في لندن بدفنه في مقبرة المسيحيين، ووضعت فوق قبره صليب، مثله مثل باقي مقابر أتباع اليسوع المسيح. وحينما علمت إحدى أفراد عائلته بالأمر متأخرة، طالبت بإعادة حفر القبر، ودفنه في مقابر المسلمين على الطريقة الإسلامية.إلا أن رد السلطات المكلفة بالمقابر،كان هو عدم إمكانية فعل ذلك،إلا إذا تم دفع 12 مليون سنتيم مغربية، كمصاريف حفر القبر،وإعادة الدفن مجددا في مقابر المسلمين . وبالفعل فتحت تلك السيدة من قريبات الميت حسابا بنكيا،ناشدت من خلاله أفراد الجالية المغربية تقديم المساعدة،حيث لقت تعاطفا مع القضية، وجمعوا المبلغ المطلوب. وأقيمت صلاة الجنازة بالطريقة الإسلامية في أحد المساجد،ليدفن مرة ثانية في مقابر المسلمين بلندن. ولا يزال أبناء الجالية المغربية،يتذكرون ما جرى للمرحوم يوسف الديوري منذ حوالي 10 سنوات مضت،وهو إبن مدينة العرائش.حيث تم حرق جثته بعد وفاته، بعدما تزامن ذلك مع فصل الصيف، وهي الفترة التي يغادر فيها المغاربة العاصمة لندن، لزيارة عائلاتهم في المغرب. وتم أخذ وإنتزاع أعضاء جسد يوسف بكاملها ،ثم أُحرقت بعدها الجثة،وقامت السلطات البريطانية بتسليم رمادها لصديق له يدعى رشيد، يقطن حاليا بالعرائش. وتعليقا على ما جرى،إعتبر خالد برواين عضو المكتب التنفيذي لجمعية أبناء العرائش بالمهجر فرع لندن،أن الظروف التي أضحى يعيشها المغاربة في بريطانيا وأوروبا عموما، قاسية جدا، وغير مُبشرة بالخير. وحمّل برواين المسؤولية من جهة،لجمعيات ووداديات المغاربة،"التي لا تقوم بواجبها". هذا دون الحديث،يضيف برواين "عن القنصليات والسفارات،التي تبقى آخر خيار لدى المهاجر، بسبب سمعتها السيئة، في التعامل مع قضايا المغاربة ببلاد المهجر". وأضاف ذات الجمعوي في تصريح خص به طنجة24 "مع الأسف،لو علمت الجاليات المسلمة الأخرى بأن مواطنا مسلما سيحرق، ما كانوا ليتركوه أبدا يتعرض جسده للحرق". وحذّر برواين كذلك من أن الثقافة المغربية وقيم التضامن، بدأت تندثر من بين صفوف الجالية،ودق ناقوس الخطر حيال مصير أبناء الجيل الثاني والثالث،الذين قال عنهم بأنهم لن يعودوا أبدا إلى المغرب،بلد أجدادهم، ولو حتى لزيارته كسُياح، من شدة ما رأوه من معاناة آبائهم وأجدادهم مع السفارات والقنصليات المغربية. وناشد ذات الجمعوي المقيم في لندن،السلطات المغربية، المساعدة على الأقل، في وقف معاناة المغاربة حينما يتوفى أحد أفراد عائلاتهم. وضرب مثلا بما جرى للمرحوم الربيعي الذي توفي مؤخرا في إسبانيا،وظل في ثلاجة الموتى لمدة 15 يوما، تنتظر عائلته الطائرة التي ستقله للمغرب،وحطّت الطائرة،لكن بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء،لتحمله سيارة الإسعاف إلى مقبرة المسلمين بمدينة العرائش.