لا تزال الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا لم تستفق بعد من صدمة جريمة قتل ذهب ضحيتها، قبل أيام قليلة، زوجان مغربيان على يد ابنهما، أشرف العمراني، وهي الأسرة التي تنحدر من قرية ريصانة التابعة للنفوذ الترابي للعرائش، وتقيم في لندن منذ أكثر من 30 سنة. وأفادت الشرطة البريطانية أن أشرف أقدم على قتل والديه في شقتهما قبل أن ينتحر، معلنة أنها أغلقت التحقيق في هذه الجريمة، بعد أن تبين لها أن الابن هو الذي يقف وراء اغتيال والديه، دون أن تعلن عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الجريمة. وسبق للشرطة اللندنية أن اعتقلت أشرف، 30 عاما قيد حياته، أياما قبل أن يرتكب جريمته النكراء، بسبب كثرة شجاره مع والديه، وتسببه في فوضى عارمة بالحي السكني "ويسترنبورن غروف " الذي تقطن فيه أعداد كبيرة من أبناء الجالية المغربية والآسيوية. ولم تفرج شرطة العاصمة البريطانية بعد عن تقريرها حول حيثيات هذه الجريمة التي هزت العاصمة البريطانية، إلا أن الجيران وأبناء الجالية المغربية أوردوا أن أشرف دخل منزل والديه ووجه إليهما طعنات قاتلة حتى الموت، رغم توسلاتهما له بأن لا يؤذيهما. وأفادت وسائل إعلام محلية، نقلا عن مصادر أمنية، أن الجاني كان قد اختفى عن الأنظار منذ مدة طويلة، على خلفية قضائه فترة سجنية، وكان له ملف مليء بالسوابق الجنائية، من بينها قضاؤه 7 سنوات وراء القضبان بعد إدانته باغتصاب إحدى الفتيات. وكشفت الشرطة أن الشاب المغربي تم توقيفه يوم 10 من فبراير، بعد اعتدائه على أحد المواطنين، وقد تم استدعاؤه للاستماع لأقواله يوم 18 من فبراير، غير أنه لم يمهل الشرطة البريطانية إلى غاية هذا التاريخ، حيث قام بقتل والديه، قبل أن يقدم على وضع حد لحياته. وأورد أحد الجيران بأنه آخر مرة شاهد فيها والدة أشرف، كان قبل يوم واحد من وفاتها، حيث قالت له إنها تعبت وتريد العودة إلى المغرب، وكان يظهر عليها الحزن، قبل أن تخبرنه بأن زوجها اتصل بها، لأن هناك بعض المشاكل في البيت مع الابن". وتعليقا على الموضوع، استنكر خالد برواين، عضو جمعية أبناء العرائش بالمهجر بلندن، هذه الجريمة التي طالت الأصول، معتبرا ما جرى "لا علاقة له بأخلاق المغاربة وشيمهم"، مبينا أن الأجيال الصاعدة في لندن بدأت تفقد هويتها وثقافة أجدادها، مشيرا إلى أن بوصلة الطريق سقطت من يد هذا الجيل".