صوم رمضان فريضة على كل مسلم بالغ عاقل، ولكن قد يتساءل البعض، ما هو مصير لاعبي كرة القدم في الملاعب الأوروبية، هل سيتمسكون بفريضة الصيام؟ أم سيلتزمون بعقودهم مع أنديتهم؟ تحديات عديدة تواجه اللاعبون المسلمون في الدوريات الخمس الكبرى خلال الشهر الكريم، منها إصرار اللاعبين على صوم الفريضة تماشيًا مع العقيدة والدين الإسلامي رغم ضغط جدول المباريات وحدة التنافسية مع اللاعبين الآخرين، فبعض اللاعبين يجلس حبيس الدكة وقد يفقد مركزه الأساسي لإصراره وعزيمته على الصوم بدلًا من اللعب؛ تجنبًا لإرهاق المباريات الكبرى، والبعض الأخر يضطر للعب بأقل مجهود حتى ينتهي شوط المباراة ويحين موعد الإفطار. مطرقة العقود أم الالتزام بصوم الشهر الفضل؟ عقود احترافية تربط اللاعبين مع أنديتهم تنص على تقديم اللاعبون لأقصى أداء لهم فوق أرضية الميدان دون تقاعس أو تكاسل، بغض النظر عن الصوم والتعب والإرهاق في الشهر الكريم، وفي حال التخلف يواجه اللاعبون مخالفات مالية وعقوبات قد تصل إلى حد الاستغناء عن خدماتهم، دون مراعاة لمشاعر اللاعبون المسلمون، فيكون اللاعبون بين خياران لا ثالث لهم، إما اللعب صائمًا لتجنب العقوبات، وإما الجلوس على الدكة وعدم المخاطرة والالتزام بالصيام. إجراءات استثنائية في الشهر الفضل بحسب ما صرحت به شبكة Sky sports، تبين أن الاتحاد الإنجليزي قد طالب حكام الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للرجال في إنجلترا بضرورة السماح للاعبين المسلمين بأخذ فترة راحة لكسر صيامهم أثناء سير المباريات في حال توافق موعد المباراة مع موعد الإفطار خلال الشهر الفضيل، وأفادت التقارير أن لجان الحكام قد وافقت على طلب الاتحاد بإيقاف المباراة لعدة دقائق من أجل السماح للاعبين بتناول السوائل والمكملات الغذائية والعودة مرة أخرى لأجواء المباريات. لاقت هذه الأخبار رواجًا كبيرًا من قبل الجالية العربية في الدول الأوروبية، وتفاعل عدد كبيرًا مع التقارير الصادرة عن لجان الحكام في الدوريات الخمس الكبرى، الأمر الذي سينعكس إيجابيًا على مراهنات كرة القدم وأجواء المباريات، خاصة في منتصف الشوط الثاني وتحديدًا بعد إفطار نجوم كرة القدم المسلمون والدخول إلى أجواء اللقاءات بنشاط جديد لحسم نتائج المباريات وقلب النتائج. تأثير تقرير لجان الحكام على اللاعبون المسلمون أفادت تقارير صحفية أن لجان الحكام قد تم تشجيعهم على اتخاذ قرارات تنص على إيقاف المباراة لعدة دقائق من أجل كسر اللاعبون المسلمون لصيامهم والعودة لأجواء المباريات مرة أخرى، وأضافت التقارير على أن الحكام ستقوم بتحديد موعد معين لإيقاف المباريات والعودة مرة أخرى للقاء. من الجلي أن هذه التقارير سيكون انعكاسها إيجابي على تفكير اللاعبون المسلمون، فالدوري الإنجليزي يضم مجموعة من نجوم كرة القدم العالميين، منهم: محمد صلاح، ورياض محرز، ونغولو كانتي، وغيرها من اللاعبون الآخرون. حادثة سابقة يذكر أن نادي ليستر سيتي اتفق مسبقًا مع حكم المباراة الذي أدار اللقاء ضد فريق كريستال بالاس قبل عامين في الدوري الإنجليزي الممتاز على إيقاف المباراة من أجل السماح للاعب المسلم ويسلي فوفانا وزميله شيخو كوياتي بكسر صيامهم والعودة مرة أخرى لأجواء اللعب، حينها توقف حارس مرمى كريستال بالاس عن تنفيذ ركلة المرمى من أجل إعطاء اللاعبون المسلمون وقتًا كافيًا لتناول السوائل والمكملات الغذائية بعد 30 دقيقة من اللعب. أمور في الحياة تسبق كرة القدم يعاني اللاعبون المسلمون طيلة شهر رمضان من التدريبات الصباحية والمسائية الشاقة والمتعبة قبل انطلاقة المباريات، ولكن بعض المدربين يحترمون الدين الإسلامي، والبعض الأخر تختلف عقليته، وأقرب مثال على ذلك، تصريح يورغن كلوب عندما قال أنا معجب بماني ومحمد صلاح، فصومهم لا يسبب لي أي ضرر، مؤكدًا على احترامه للدين الإسلامي وانبهاره بمدى التزام ساديو ماني ومحمد صلاح بالصلاة والصوم في شهر رمضان، وجاء تصريح كلوب بعدما وصل اللاعبون متأخرون عن المران الصباحي لأداء الصلاة، قائلًا، أن هناك أمورًا في الحياة تأتي قبل كرة القدم، يجب تفهمها واحترامها. وعلى الجانب الأخر، يذكر أن جوزيه مورينيو في عام 2019 قد رفض صيام لاعبيه أثناء فترة تدريبه لنادي الإنتر الإيطالي، حيث أخرج سولي مونتاري من الملعب بسبب الصيام بعد انقضاء 28 دقيقة من عمر المباراة، ولكنه سرعان ما تدارك خطأه واعتذر علنًا للاعب أمام وسائل الإعلام. العزيمة والإصرار سبب النجاح أمثلة كثيرة سطرها اللاعبون المسلمون في الدوريات الخمس الكبرى، منها: تصريح أبيدال لاعب برشلونة السابق، عندما قال أن الصيام يزيده عزيمة وإرادة وإصرار، كذلك لاعب ريال مدريد السابق مسعود أوزيل الذي شاهدناه كثيرًا في شهر رمضان يتوقف عن اللعب من أجل كسر صيامه والعودة لأجواء المباراة، ولا ننسى ما تعرض له اللاعب الفرنسي نيكولاس أنيلكا عندما صمم على اللعب صائمًا؛ ليواجه بعدها حملة عنصرية قوية من الصحف الفرنسية، ولكنه أصر على الالتزام بالدين الإسلامي والشريعة الإسلامية رافضًا كافة المحاولات لإغواءه. بعض الأندية تشجع اللاعبون المسلمون كشفت تقارير صحفية عن أن بعض الأندية الأوروبية تحترم الدين الإسلامي وتشجع اللاعبون المسلمون على الصيام، ليس ذلك فقط، بل وتضع تلك الأندية خطط مدروسة من أجل اللاعبون المسلمون طيلة شهر رمضان، وأقرب مثال على ذلك، نادي ريال مدريد الذي يضع خطط مسبقة لمهاجمه كريم بنزيما خلال شهر رمضان، كذلك نادي ليفربول الإنجليزي يسمح لصلاح بالوصول للمران الصباحي متأخرًا للصلاة قبل المشاركة ومن ثم التدرب بأقل جهد ممكن.