مع حلول شهر رمضان يعود نقاش شرعية إفطار اللاعبين المسلمين المتعاقدين مع أندية أوروبية إلى الواجهة. وتتعدد الفتاوى وتختلف الآراء الفقهية حول موضوع صيام اللاعبين المحترفين. وفي هذا السياق أصدر المجلس المركزي الإسلامي في ألمانيا فتوى تبيح للاعبي كرة القدم المسلمين المحترفين في ألمانيا الإفطار في رمضان على خلفية الحادث الذي وقع العام الماضي عندما وجه نادي «أف أس في فرانكفورت» الذي يلعب في الدرجة الثانية إنذارا إلى 3 لاعبين في صفوفه قاموا بصيام شهر رمضان دون إخبار النادي. و قد اعتمدت هذه الفتوى على قرار جامع الأزهر في القاهرة والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، أن اللاعبين المحترفين غير مطالبين بالصيام. ويؤكد القرار القاضي بالسماح للاعب المحترف الإفطار في رمضان أن «عقد العمل الذي يربط اللاعب والنادي يفرض على الأول الحفاظ على مستوى معين من الأداء، وحيث أن عمله الذي يحكمه العقد ويشكل المصدر الوحيد لدخله، يضطره إلى اللعب خلال شهر رمضان، فأنه يملك الحق في الامتناع عن الصيام». وفي هذا الإطار يتميز الدوري الهولندي عن باقي الدوريات الأوروبية بالتعاطي الايجابي مع ظاهرة صيام اللاعبين المسلمين بحيث يلعب بالدوري الهولندي أربعون لاعبا مسلما أغلبهم من الأصول المغربية وجل الفرق، إن لم نقل جميعها لا تمنع لاعبيها من الصيام خلال رمضان، بل تذهب إلى الأكثر من ذلك بتنظيم ندوات توعية في الموضوع. و كان فريق ايندهوفن الهولندي قد عقد ندوة عام 2007 حول موضوع رمضان واحتراف الرياضة، حيث عرفت الندوة مشاركة أئمة وأطباء مختصين، وقدمت الندوة مجموعة من التصورات الفقهية والعلمية و تركت حرية الاختيار للاعبين. ويضم نادي ايندهوفن أكبر عدد من اللاعبين المسلمين الممارسين للشعائر في الدوري الهولندي من بينهم إبراهيم أفلاي، عثمان البقال ونورالدين أمرابط. وقرر هذا الثلاثي المسلم الصوم في شهر رمضان، لهذا يضع النادي نظاما غذائيا خاصا لهم من اجل مساعدتهم في التدريبات والتركيز على السوائل والعصائر من اجل تعويض ما يفقده اللاعبون جراء الصوم، نفس التوجه يسير عليه كل من منير الحمداوي وإسماعيل العيساتي لاعبا فريق أياكس أمستردام. وحسب المتتبعين الرياضيين فإنه لا يلاحظ نقص في مستوى اللاعبين رغم الصوم، بحيث استطاع في الدورات الماضية كل من أفلاي وأمرابط والحمداوي تسجيل أهداف حاسمة لفرقهم.