يثير موضوع إفطار لاعبي المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم خلال مباراتهم الهامة يوم الأحد 6 شتنبر المقبل أمام منتخب الطوغو برسم التصفيات المزدوجة المؤهلة ..يثير موضوع إفطار لاعبي المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم خلال مباراتهم الهامة يوم الأحد 6 شتنبر المقبل أمام منتخب الطوغو برسم التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كاسي العالم وإفريقيا 2010 نقاشا واسعا وجدلا كبيرا بين الأوساط الدينية والرياضية بين داع إلى الإفطار يوم المباراة وبين متشبث بالصيام . وإذا كان بعض العلماء المغاربة قد أجازوا للاعبين الإفطار بينهم الشيخ عبد الباري الزمزمي فهناك علماء آخرون يرون في ذلك عبثا بالدين لأن اللعب هو اللعب ولا يجوز الإفطار أثناء ممارسته. ويرى الزمزمي، أنه على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تتصل بأهل العلم الشرعي قبل الشروع في طلبها من اللاعبين المغاربة الإفطار من عدمه خلال رمضان بسبب المواجهة المرتقبة ضد الفريق التوغولي، للتأكد هل الشرع يبيح إفطارهم أم لا. وأوضح الزمزمي في تصريحات صحفية أن الحكم الشرعي في هذه النازلة يتعلق أساساً بالسفر، حيث يجوز شرعاً للمسافر أن يفطر إذا شاء طبعاً، وبالتالي يمكن للاعبي كرة القدم الإفطار بحكم أنهم في عداد المسافرين، مضيفاً أنه حتى لو مكث هؤلاء اللاعبون شهراً كاملاً في تلك البلاد يحق لهم الإفطار الشهر كله اعتماداً على الحكم الشرعي للصائم المسافر، وليس اعتمادا على صعوبة المباراة أو مشاق التدريب فحسب. واسترسل الزمزمي بالقول إن رخصة المسافر تعتبر مثل رخص أخرى من قبيل القصر في الصلاة وغير ذلك، مشيراً إلى أنه ينبغي على هؤلاء اللاعبين قضاء ما أفطروه بعد انصرام الشهر الكريم، مشيراً إلى أن رخصة الإفطار لدى المسافر تكون سواء كان السفر من أجل السياحة أو من أجل لعب كرة القدم. وعلى النقيض من ذلك يخالف العالم المغربي وأحد أكبر علماء المالكية بالبلاد، الشيخ محمد التاويل، فتوى الزمزمي في المسألة الأخيرة بالذات، حيث يرى أن السفر من أجل لعب كرة القدم أو لعب أي رياضة أخرى لا يبيح إفطار رمضان، وسمّاه التاويل سفراً غير شرعي وسفراً بهدف "اللهو". وأوضح التاويل " أن اللعب يبقى مجرد لعب، أما صوم رمضان فهو فريضة، مشدداً على أنه لا ينبغي أن يُضحى بالفريضة من أجل اللعب. واستدرك التاويل بالقول إن كان هؤلاء اللاعبون مسافرين لأسباب أخرى فلا بأس إذا أفطروا بحكم رخصة السفر في الشرع، لكنهم يسافرون من أجل اللعب فقط،واللعب ليس مصلحة شرعية يفطر الإنسان من أجله، وبالتالي فهم ملزمون بالصيام ولا يحق لهم الإفطار أبداً. وفي سياق متصل وتأييدا للرأي الأول المجيز للإفطار جاءت الفتوى هذه المرة من الديار المصرية وبالضبط من دار الإفتاء التي أفتت بجواز إفطار اللاعبين ، وقد أكد المتحدث باسم دار الإفتاء إبراهيم نجم صدور فتوى بالفعل تفيد بجواز إفطار اللاعبين. وأوضح أن الفتوى تنص على أن اللاعب المرتبط مع ناديه بعقد عمل يجعله في منزلة الأجير الملزم بأداء هذا العمل وإذا كان هذا العمل هو مصدر رزقه ولم يكن له بد من المشاركة في المباريات في شهر رمضان وغلب على الظن أن الصيام يؤثر على أدائه فإن له رخصة الفطر". وأشارت الفتوى بحسب المتحدث إلى ان "العلماء أجمعوا على انه يجوز الفطر للأجير أو صاحب المهنة الشاقة الذي يعوقه الصوم أو يضعفه عن عمله". وقد لقيت هذه الفتوى احتجاجا شديدا من علماء الأزهر التي تمثل تيارا متشددا داخل مؤسسة الأزهر التي دانت الفتوى في بيان أصدرته في19 غشت الجاري ونشرته على موقعها على شبكة الانترنت. وقالت إن "اللعب هو اللعب على جميع أحواله وهو ليس من ضرورات الحياة التي يرخص الفطر لها في نهار رمضان". وكان الناخب الوطني حسن مومن قد استفسر العلماء المغاربة حول إمكانية إفطار لاعبي منتخب أسود الأطلس في مباراتهم أمام منتخب الطوغو، وتفاديا لأن يتحمل وزر إفطار اللاعبين فقد خيرهم بين الإفطار أو الصيام كل حسب حريته الشخصية . وأبدى بعض لاعبي المنتخب المغربي عدم رغبتهم في إفطار رمضان رغم وجود رخصة وفتاوى تبيح لهم ذلك، سواء كان بسبب مشاق التدريب في أدغال إفريقيا التي تتميز بحرارتها المفرطة او بسبب رخصة السفر التي جاء بها الشرع بالنسبة للمسافر. ومن ضمن هؤلاء اللاعبين الذين يرفضون الإفطار عند مواجهة الفريق التوغولي يوم السادس من شبتمبر المقبل: هشام أبوشروان المحترف حاليا في فريق اتحاد جدة السعودي، واللاعب المخضرم يوسف السفري لاعب نادي قطر القطري، وأمين الرباطي مدافع الوحدة الإماراتي، وهم لاعبون سبق لهم أن لعبوا فترة طويلة في المغرب قبل احترافهم في الخارج. فيما يبدو أن لاعبين آخرين تعودوا إفطار نهار رمضان في الدوريات الأوروبية سيواصلون على نفس النهج ويفطروا يوم المباراة أمام الطوغو.