رسمت الدورة العاشرة للملتقى الوطني للمديح والسماع والقصيدة الروحية، وهو الاسم المرادف لمهرجان الثقافة الصوفية بأصيلة التي تختتم مساء اليوم الأحد، تفاصيل نجاح كبير، من خلال سلسلة العروض والفقرات المتنوعة لاقت إقبالا مكثفا من طرف الجمهور الغفير الذي حج بكثافة لمتابعة هذا الملتقى الذي يستمر منذ يوم الأربعاء الماضي. وتعاقب، خلال أيام الملتقى على منصة القاعة الكبرى لمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، كوكبة من المنشدين والمادحين والشعراء، الذين التأموا في إطار مجموعات تمثل مختلف جهات المغرب، انسجاما مع البعد الجهوي لهذه الدورة من الملتقى المنظم بمناسبة ذكرى ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، من طرف جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع، تحت شعار "من الجهات مديح وسماع .. بسمو الأمير احتفال وامتاع". وقدمت مجموعة "الكوثر" للمديح والسماع، الممثلة لجهة مراكش أسفي، ليلة السبت الأخير، عرضا بهيجا تضمن أداء مجموعة من القصائد والأناشيد المأثورة، التي تجاوب معها الجمهور الغفير الذي ملأ قاعة العرض قادما من داخل أصيلة ومختلف المدن المغربية، خاصة طنجة وتطوان. كما أذهل مادحو وسماعو جمعية الإمام البصيري وجمعية الأصالة الممثلتين لجهة فاسمكناس، الحضور الغفير بباقات من مأثورات السماع والمديح بالطريقة الفاسية. ومن جهة سوس ماسة، قدمت مجموعة الشذى للمديح والسماع، شذرات من الموروث المغربي باللغة العربية والأمازيغية، حيث أبدعت في أداء قصيدة البوردة الشهيرة على موازين النغم السوسي. فيما ألهبت الفرقة الوطنية للطريقة القادرية البودشيشية برئاسة الأستاذ معاد القادري بودشيش والتواجد الفعلي للفنانين عبد الاله بن داوود والفنان حكيم خزران منصة القاعة من خلال إلقاء عرض صوفي متميز مستمد من الزاوية الأم بمذاغ (إقريم بركان). وبصمت المجموعة الممثلة لجهة بني ملال - خنيفرة، وهي جمعية أبي الجعد للمديح النبوي ودلائل الخيرات برئاسة الحاج محمد احميداني الغرفي، على مشاركة متميزة، من خلال عرض بهيج يجسد طقوس الزاوية الشرقاوية، من خلال ترديد أشعار وبراول تغنى بالزاوية. فيما برعت الفرقة الممثلة لجهة الرباطسلاالقنيطرة، وهي جمعية صفوة المحبين الموسيقى والسماع الصوفي من مدينة الرباط، في جذب وجدان الجمهور في عرض للنفقة المتداولة في الزاوية المغربية. وكان حفل الافتتاح، سافرت خلاله مجموعة الدارالبيضاء الكبرى برئاسة عبد المجيد الصويري، الممثلة لجهة الدارالبيضاءسطات، بجمهور الملتقى في آفاق شاسعة من بحر التراث المغرب والأندلسي، عبر أداء وصلات وقصائد، تجاوب معها الحضور بحرارة لافتة، أبان عنها أيضا مع عرض لمجموعة الطريقة العلاوية الشاذلية والتي أدت لوحة صوفية جميلة. كما خيم جو القصيدة الروحية بقوة خلال أمسيات هذا الملتقى، حيث تناوب كوكبة من أشهر الشعراء من داخل المغرب وخارجه على إلقاء شذرات من إبداعاتهم في مجال المديح النبوي. وتميزت الدورة بتنظيم ورشات حول الغناء الصوفي إلى جانب مسابقات في هذا المجال يشارك فيها مجموعة من التلاميد يمثلون مختلف جهات المملكة. كما تضمن البرنامج إلقاء محاضرات وتنظيم موائد مستديرة حول الصوفية والمديح والسماع وكذا ورشات في فن الخط المغربي.