يستمر إعلان عمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، عن مراسلته للمجلس العلمي المحلي، لاستفتائه في إمكانية نصب تمثالين يرمزان لشخصيات تاريخية عند مدخل المدينة، في إثارة مزيد من ردود الفعل المتباينة على مستويات عديدة. إعلان العمدة، عن هذا الاستفتاء الرامي إلى الأخذ بعين الاعتبار لوجهة نظر الشرع، في شان خطوة يقول إن من شأنها أن تحقق إشعاعا كبيرا للهوية الثقافية والحضارية لمدينة طنجة، قابلتها مواقف عديدة، تنوعت ما بين مرحب ومعارض. وفي انتظار صدور رأي المجلس العلمي، حول هذه المسألة التي حرص عمدة مدينة طنجة، على استفتاء موقف الشرع منها قبل تفعيلها، تحدثت جريدة طنجة 24 الإلكترونية، إلى العلامة أبي ابن الصديق، خطيب ومدرس بمسجد "هدي الرسول" بمدينة طنجة، حول هذا الموضوع، فأكد أن مختلف المذاهب الإسلامية جميعها، اتفقت على تحريم نصب التماثيل. ورأى العلامة ابن الصديق، أن "نصب تمثال في بلد دين أهله الإسلام علاوة على اتفاق المذاهب على تحريمه ومنع نصبه يعتبر تحديا لمن اعتبر تصويره تحديا له !!". وفي هذا الصدد، استحضر العلامة المتحدث للجريدة، ما اعتبره أحد "المواقف النبيلة"، التي أبان عنها الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان العلماء قد التمسوا منه صنع تمثال لوالده بعد وفاته، فكان أن رفض ذلك لمخالفته شرع الإسلام. "فكان المغرب بسبب ذلك الدولة العربية التي لا وجود لتمثال منصوب فيها. عدا ما هو في ملك خاص تابع لمؤسسة أجنبية"، يضيف العلامة أبي ابن الصديق في حديثه لجريدة طنجة 24 الإلكترونية. وبخصوص الانتقادات التي أثارها لجوء عمدة مدينة طنجة، إلى مؤسسة المجلس العلمي، لاستفتاء الرأي الشرعي في موضوع نصب تمثالي "ابن بطوطة" و"هرقل"، رأى العلامة ابن الصديق، أن استفتاء العلماء عادة مسلوكة وأمر معمول به في المغرب. وشنت هيئة مدنية تدعى "الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب"، انتقادا لاذعا ضد العمدة محمد البشير العبدلاوي، واصفة طلب الأخير لفتوى من المجلس العلمي، بأنها خطوة "تمتج من أفكار داعشية"، حيث لا يحق للمنتخبين معالجة مسائل طبيعية وعادية من زوايا دينية، حسب رأي الهيئة في بلاغ تتوفر الجريدة على نسخة منه. وحسب الداعية العلامة أبي ابن الصديق، فإن عادة استفتاء العلماء، أمر معمول به في المغرب كبلد يدين بالإسلام " فلا تقدم الدولة على فعل شيء حتى تأخذ رأي العلماء فيه."، على حد ما جاء في حديثه. وذهب الداعية الإسلامي، أن العلامة عبد الله كنون، كان يفتي السلطة في طنجة على كل ما استفسروه بشأنه، وكذلك أجاب بعض الوزارات على استفساراتهم. مؤكدا أن ذلك " عادة مسلوكة وهي محمودة ". وكان العمدة عمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، قد أعلن خلال مائدة مستديرة حول "مسؤولية الإعلام في حماية المآثر التاريخية" أوساط الشهر الجاري، عن مراسلته للمجلس العلمي المحلي بطنجة، طلب منه خلالها بإمكانية إصدار فتوى تجيز إقامة تمثالين أحدهما يرمز ل"ابن بطوطة" والآخر ل"هرقل"، عند مدخلي مدينة طنجة.