لم يمر إعلان عمدة مدينة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، لاستفتائه المجلس العلمي المحلي، حول إمكانية تشييد مجسمين يرمزان للرحالة العالمي "ابن بطوطة" والشخصية الأسطورية "هرقل"، دون أن يثير مواقف متباينة، منها ما عممته هيئة مدنية وصفت خطوة العمدة بأنه ينبع من "الفكر الداعشي". وكان العمدة العبدلاوي، قد أعلن خلال مائدة مستديرة حول "مسؤولية الإعلام في حماية المآثر التاريخية"، عن مراسلته للمجلس العلمي المحلي بطنجة، طلب منه خلالها بإمكانية إصدار فتوى تجيز إقامة تمثالين أحدهما يرمز ل"ابن بطوطة" والآخر ل"هرقل"، عند مدخلي مدينة طنجة. واعتبرت الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، أن طلب عمدة مدينة طنجة، "يمتج من الفكر الداعشي المناقض للفن والإبداع"، معتبرة ضمن بيان لها تتوفر جريدة طنجة 24 الإلكترونية على نسخة منه، مجرد التساؤل عن مسالة طبيعية وعادية لا تندرج مطلقا في مسائل الدين. وحسب بيان الجبهة، فإن مسؤولي جماعة طنجة " انتخبوا لتدبير القضايا السياسية، المدنية، الاقتصادية، الثقافية والاجتماعية ولا يمكنهم التدخل في عقيدة وتفكير المواطنين والمواطنات المضمنة في الدستور والمكفولة وفق مواثيق حقوق الإنسان الكونية التي يلتزم بها المغرب من خلال تضمينها في أبواب وثنايا الدستور.". وأضافت البيان، أن استفتاء عمدة طنجة للمجلس العلمي، حول إقامة المجسمين "يبين غياب فكر التنوير والذوق السليم للجمال لسيطرة منهج التطرف والخرافة والأصنام فضلا عن ذلك يطرح تساؤلا عن سر عدم استفتاء الفلاسفة والفنانين والحقوقيين". وخلصت الجبهة، إلى دعوة السلطات العمومية لتحمل مسؤوليتها أمام "طلب الفتاوى بخلفية داعشية "، على حد تعبير البيان، الذي طالب باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية لمواجهة هذه المواقف أمام اتساعها وتزايدها وجدية تهديداتها وضمان حماية فعلية للمدافعين عن حقوق الإنسان.