تستعد مدينة أصيلة، خلال شهر ماي المقبل، لاحتضان فعاليات الدورة العاشرة لملتقى أصيلة للمديح والسماع والقصيدة الروحية، ببرنامج غني يشمل سهرات فنية وندورات فكرية وكذا ورشات تكوينية، حسب ما تم إعلانه من طرف جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع. ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الحاملة دورتها العاشرة لشعار " من الجهات مديح وسماع ... بسمو الأمير احتفال وإمتاع”، بمناسبة ذكرى ميلاد الأمير مولاي الحسن، في إطار " تظافر جهود جميع المغاربة فرادى وجماعات، جمعيات، مؤسسات وهيئات من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية الأصيلة والموروث اللامادي للشعب المغربي المبني على قيم التسامح والسلام والتعايش الإنساني."، تبعا لبلاغ من طرف الجهة المنظمة. واختارت جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع، في دورة هذه السنة، إضفاء بعد جهوي على فقرات الملتقى، من خلال استضافة فرق فنية من الجهات الإثنى عشر، وذلك "انتصارا للعمق الروحي والفني لوحدتنا الترابية ضمن ثوابتنا الوطنية والدستورية تحقيقا لمفهوم الدبلوماسية الموازية والعمل على تكريس وعي يليق بما تواجهه بلادنا من تحديات."، على حد ما جاء في بلاغ الجمعية. أنس الخمال رئيس جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع، أوضح في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن انفتاح الملتقى على الجهوية، جاء في إطار تفعيل هذه السياسة، من خلال دعوة مجموعات فنية تمثل كل واحدة منها جهة من جهات المملكة، من أجل إبراز نمط كل من منطقة. وأضاف الخمال، أن الهدف من هذا الملتقى، "هو تفعيل دور فن المديح والسماع في تسييج الحقل الديني ببلادنا من الأفكار المتطرفة". من جهته، أوضح مدير الدورة العاشرة للملتقى الوطني للمديح والسماع والقصيدة الروحية، عماد غيلان، في تصريح مماثل، أن اعتماد هذه التظاهرة على مبدأ الجهوية، يمثل إضافة نوعية هذه السنة، من خلال تضمنها على برنامج غني من الفقرات الثقافية والفنية. أسابيع قليلة إذن، ويتجدد موعد عشاق المديح والسماع مع دورة جديدة من دورات ملتقى أصيلة، الذي يواصل شق طريقه بثبات نحو المكانة التي يستحقها ضمن خارطة التظاهرات الوطنية الكبرى، بالرغم من من الإمكانات المتواضعة المتاحة للجنة المنظمة، في ظل غياب الدعم الكافي من الجهات الرسمية وغير الرسمية. ذاك ما يؤكده القائمون على هذه التظاهرة، التي تحدت تسع دورات عجاف، متطلعين إلى مساندة أكبر من طرف الجهات المعنية بالنظر إلى أهمية هذه التظاهرة الفنية في الحفاظ على هذا التراث.