تستعد مدينة أصيلة، خلال الفترة ما بين 20 و 22 ماي الجاري، لاحتضان فعاليات الدورة التاسعة للملتقى الوطني للمديح والسماع، الذي سيشتمل على حصص من المديح النبوي ووصلات من السماع الصوفي ولقاءات أدبية . وذكرت جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع، المشرفة على تنظيم هذه التظاهرة، أن دورة هذه السنة المنظمة فعالياتها تحت شعار "أصداء مديحية في إطراء خير البرية"، ستشكل مناسبة لتأبين أحد أعلام فن المديح والسماع، ويتعلق الأمر، بالقارئ والمنشد الراحل نور الدين الحديدي، الذي تحمل الدورة اسمه. وحسب برنامج هذه التظاهرة التي يتزامن تنظيمها مع الذكرى الثالثة عشر لميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، فإن الملتقى سيستهل فعالياته بعرض شريط وثائقي يتضمن لقطات من الحياة الفنية للمرحوم وتلاواته القرآنية، إلى جانب مشاركاته في مختلف المحافل الدينية وكذا شهادات في حقه لأصدقائه من الشيوخ، القراء والمنشدين. ويتضمن برنامج الملتقى، حسب نفس المصدر، تقديم ثلة من المواهب الصاعدة في ميدان الانشاد والتجويد، ومائدة مستديرة حول موضوع "واقع الشعر الصوفي ببلدان المغرب العربي بين الماضي والحاضر ..التغني بالقصيدة المديحية نموذجا "، ودورة تكوينية (ماستر كلاس) في فن الإنشاد لفائدة المادحين والمنشدين يؤطرها الباحث المغربي في التراث عبد الجليل الخرشافي. ويحتوي برنامج الملتقى على عروض فنية لمجموعات مغربية للمديح والسماع ، منها مجموعة الدارالبيضاء الكبرى للمديح والسماع برئاسة الشيخ عبد المجيد الصويري والمجموعة النسوية للزاوية الحراقية بتطوان برئاسة بشرى السوسي ومجموعة الضياء الفنية للمديح والسماع من طنجة بمشاركة المنشد سعيد الاشهب ، ومجموعة أهل أصيلة للمديح والسماع برئاسة أنس الخمال، ومجموعة النخبة الوطنية للمديح والسماع برئاسة الشيخ علي الرباحي ومشاركة عبد الرحيم الصويري ، ومجموعة دار بناني للسماع من فاس برئاسة عبدالجليل الخرشافي. كما يتضمن البرنامج عرضا خاصا للمنشد الصاعد شعيب فضيل الفائز بلقب الدورة الثامنة من المسابقة الدولية "منشد الشراقة "، وتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون فني بين جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع وجمعية صفوة المحبين للموسيقى والسماع الصوفي من الرباط ، واتفاقية اخرى للشراكة الفنية بين جمعية أهل أصيلة ومؤسسة دار بناني للسماع بفاس. وقبل حفل الاختتام سيكون عشاق فن المديح والسماع على موعد مع عروض شعرية لقصائد صوفية في مدح خير البرية لبعض الشعراء الشباب المغاربة والعرب أعضاء بيت المبدع المغاربية ، وعرض مشترك بين مجموعة الضياء الفنية ومجموعة أهل أصيلة للمديح والسماع في وصلة صوفية . ويروم المهرجان إبراز خصوصيات فن المديح والسماع والإنشاد الثقافية والجمالية والأدبية والدينية ، والتعريف بعطاءات الفنانين المغاربة في هذا المجال ورواده والمجددين فيه ، وكذا تسليط الضوء على القيم الإنسانية النبيلة التي يحتضنها هذا الفن الأصيل في أبعاده الإنشادية والشعرية والدينية والتربوية. وتجدر الإشارة، إلى أنه بالرغم من التألق والإشعاع الذي استطاعت هذه التظاهرة، أن تحققه على مدى سنوات طويلة، فإنها لم تنل حتى الآن ما تستحقه من الدعم المادي من طرف العديد من المؤسسات العمومية وغيرها، الأمر الذي ما يزال يهدد استمرارها، خاصة وأنه سبق للمنظمين أن اضطروا إلى وقف تنظيم الملتقى خلال سنوات سابقة. وانطلاقا من أهمية هذا الملتقى فيما يتعلق بدوره في المحافظة على فن المديح والسماع، كتراث وطني غني، ما يصاحب ذلك من تثمين جهود التنمية على المستوى المحلي بأصيلة، التي تصب في خانة الدينامية التي تعرفها الجهة بشكل عام، فإن المنظمين يؤكدون أنه من الضروري انخراط مختلف الجهات في دعم هذه التظاهرة، باعتبارها حدثا فنيا وثقافيا، استطاعت أن تتموقع في مصاف المهرجانات المدعومة، بالرغم من محدودية الإمكانيات. وفيما يسجل مراقبون للشأن الثقافي سواء على المستوى المحلي والجهوي، أن تفاني المنظمين الذين يمثلون فئة من شباب أصيلة الطموح، وحده الذي يرجع له الفضل في استمرار هذه التظاهرة، فإن نفس المتتبعين، يتأسفون على كون التوازنات السياسية والحسابات السياسوية، أهم من تشجيع الجودة ودعم الاحترافية.