قد يستشف من خلال العنوان، أن المقال لا يخرج عن كذبة " أبريل " شهر الغبار والأكاذيب كما سماه نجيب محفوظ في روايته الذائعة الصيت " البداية والنهاية" ولكن الحقيقة أن "طنجة" من أشهر المدن في العالم التي ارتبط صيتها بالأموات أكثر من ارتباطها بالأحياء. هكذا يقول الروائي الفرنسي "ماتياس إينار" في روايته الرائعة " شارع اللصوص" الفائزة بجائزة الغونكور الفرنسية، والتي تحكي قصة شاب مغربي من طنجة يدعى لخضر، تعلم نتفا من الاسبانية، وما يكفي من الفرنسية ليصبح قارئا نهما للروايات البوليسية. ستنقلب حياة لخضر عندما سيتم ضبطه يمارس الجنس مع إحدى قريباته ليبدأ عندئذ حياة التسكع وترجمة النصوص الفرنسية إلى العربية في إحدى وكالات الترجمة، لينتهي به المطاف مبحوثا عنه لاتهامه في المشاركة في تفجيرات أركانة الإرهابية في روايته يذكر " ماتياس إينار" أسماء الفنانين والكتاب العالميين الذين عاشوا بطنجة ، سواء الذين حرقوا بها مثل بول بولز بدل أن يدفنوا، أو لم يدفنوا بها مثل جون جوني دفين العرائش، تينيسي وليامز، محمد شكري، دولاكروا، فوينطيس، وليعضد مقولته أن طنجة ممتنة للأموات بدل الأحياء ذكر الرحالة ابن بطوطة التي عرفت طنجة به أكثر دون غيره حسب قوله وفي الجانب الديني نجد أن طنجة أيضا عرفت بالأموات أكثر من الأحياء أمثال ريحانة طنجة الأسرة الصديقية و الفقيه الأديب عبد الله كنون ومما جاء في روايته في الصفحة 88 " أمر متغرب فعلا أن تكون طنجة مشهورة بهؤلاء الذين رحلوا عنها ". *كاتب وروائي