حالة من الكر والفر، عاشتها صباح اليوم الاثنين، المنطقة الفاصلة بين مدينة سبتةالمحتلة وبقية الأراضي المغربية، بعد تنفيذ مهاجرين غير شرعيين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، لواحدة من أكبر المحاولات لاقتحام الثغر السليب، وهو ما أسفر عن نجاح المئات منهم في هذا المسعى الثاني من نوعه خلال أربعة أيام. وعلمت جريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن القوات العمومية المغربية، حاولت التصدي للهجوم الذي نفذه زهاء ألف مهاجر غير شرعي على السياج الشائك الذي يفصل مدينة سبتة عن بقية التراب المغربي، حوالي الساعة الرابعة من صباح اليوم. وحسب رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، محمد بن عيسى، فإن هذه المحاولة أسفرت عن نجاح نحو 360 مهاجر في بلوغ السياج الشائك، والقفز إلى داخل تراب المدينةالمحتلة، لافتا ضمن تصريح هاتفي لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن عنصرين من القوات العمومية، أصيبوا خلال مشاركتهم في التصدي لهذا الهجوم الجديد. ولم تصدر السلطات العمومية المغربية، بيانا بشأن هذا الاقتحام الكبير للمهاجرين الأفارقة لمدينة سبتةالمحتلة. ولم تخلو صفوف المهاجرين الذين نفذوا عملية الاقتحام، من إصابات، حيث صرحت ايزابيل براسيرو المتحدثة باسم الصليب الاحمر بسبتة، وجود اصابات خطرة جدا بين المهاجرين "ونقلنا 11 منهم الى المستشفى واحتاج ثمانية منهم الى تقطيب جروح وثلاثة اجريت لهم صور اشعة". من جانبها، أكدت سلطات الاحتلال الاسباني، في بيان لها، نجاح 359 مهاجر غير شرعي، في الوصول إلى تراب المدينة السليبة، عبر الأسلاك الشائكة التي تكون السياج الفاصل عن التراب الوطني، وأشارت إلى أن بعضهم لجأ إلى تحطيم الأبواب بمناشير ومطارق" متفادين تسلق السياج البالغ ارتفاعه ستة امتار. وأظهرت مشاهد وثقتها صحيفة "فارو دي سوتا" عشرات الشبان الافارقة في شوارع سبتة وهم يهتفون "الحمد لله" و"انا في اوروبا". وتعد عملية اقتحام السياج الحدودي مع مدينة سبتة، من طرف المهاجرين الأفارقة، الثانية من نوعها في ظرف أسبوع واحد، حيث قام زهاء 500 مهاجر الجمعة الماضي، بعملية مماثلة، بينما تمكنت السلطات المغربية من إحباط محاولة أخرى في نفس اليوم، قام بها نحو 250 من المهاجرين. وتشكل المنطقة الفاصلة بين مدينة سبتةالمحتلة وباقي الأراضي المغربية، مسرح محاولات متكررة للاقتحام السياج الحدودي، من طرف المهاجرين غير الشرعيين، الذين يرابطون بهذه المنطقة ذات الطبيعة الغابوية.