نظمت، أمس الخميس، بالمؤسسة السجنية للقصر الكبير حملة طبية متعددة التخصصات لفائدة 673 نزيلا ونزيلة بمبادرة من مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. وتندرج هذه العملية الإنسانية، المنظمة تحت شعار "الرعاية الصحية مدخل أساسي للتهيئ لإعادة الإدماج"، في إطار قافلة طبية لفائدة نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية بجهة-تطوان-الحسيمة، انطلقت يوم 27 يناير الماضي من مدينة طنجة، تتضمن عدة أنشطة للتحسيس بأهمية النظافة وتمكين الفئة المستهدفة من الرعاية الصحية. وتروم هذه المبادرة التضامنية، التي يتم تنظيمها بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إلى أنسنة ظروف الاعتقال وتحسين نوعية الخدمات الطبية في السجون بهدف تعزيز إعادة إدماج السجناء في النسيج المحلي الاجتماعي والاقتصادي. وفي هذا السياق، أكد منسق مركز المصاحبة وإعادة الإدماج بطنجة التابع لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، حسن الرحيية، أن هذه القافلة الطبية استفاد منها أكثر من 1896 نزيلا بالسجن المحلي لطنجة، و944 بالمؤسسة السجنية لتطوان، و655 نزيلا بالمؤسسة السجنية للعرائش، و673 بالسجن المحلي للعرائش، مبرزا أنه تم تتعبئة أكثر من 35 إطارا طبيا وشبه طبي لهذه الغاية. وأضاف السيد الرحيية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا العمل الإنساني النبيل ينسجم مع البرنامج الطموح الذي تنهض به مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء تحت الرعاية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه الفئة من المواطنين والمواطنات، والرامية إلى توفير التغطية الصحية الشاملة وتهيئة الظروف المواتية لإعادة إدماجهم. من جهتها، أشارت السيدة دينا أولقاضي، رئيسة نقابة الصيادلة بطنجة، الشريكة في هذه المبادرة الاجتماعية، إلى أن الحملة، وفضلا عن أبعادها الحقوقية والإنسانية، فإنها تأتي في إطار الشراكة المتميزة للنقابة مع مركز المصاحبة وإعادة الإدماج بطنجة لدى مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، لتكريس مبدأ الصيدلية المواطنة، وقيم التضامن والتكافل والتآزر من خلال مساهمة بعض المختبرات الطبية بالأدوية. وأضافت أن هذه الحملة الطبية تروم كذلك تمكين السجناء والسجينات من حقوقهم الاجتماعية الشاملة عبر تضافر جهود المجتمع المدني، لمواجهة مختلف التحديات الاجتماعية، بما فيها تمكين السجناء من الخدمات الطبية اللازمة في إطار اعادة ادماجهم في محيطهم الاجتماعي. من جانبه، ذكر مندوب وزارة الصحة بالعرائش، السيد عبد الله بوني، أن القافلة، التي تم تنظيمها بمبادرة من مركز المصاحبة وإعادة الإدماج لدى مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، بشراكة مع ولاية جهة طنجةتطوان والعمالات والأقاليم التابعة لها، والمديرية الجهوية للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ونقابة الصيادلة بطنجة، وباقي الشركاء، تهدف إلى تقديم خدمات طبية لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية بجهة الشمال من أجل تكريس قيم التضامن والتلاحم وتعزيز الثقافة الصحية. وأبرز أن الحملة تهم أيضا تنظيم حملات للنظافة ودورات توعوية وتحسيسية حول مختلف القضايا الاجتماعية والصحية، خاصة التدخين واستهلاك المخدرات، والتشخيص المبكر للسرطان لدى النساء واعتماد نمط حياة صحي، من تأطير ممثلي المندوبيات الإقليمية لوزارة الصحة. بدوره، أكد مدير السجن المحلي بالقصر الكبير، السيد عزيز الأكحل، أن القافلة الطبية تندرج في إطار تحسين ظروف الاعتقال وجودة الخدمات الصحية المقدمة للنزلاء والنزيلات بالمؤسسة السجنية، وذلك تفعيلا لاتفاقية الشراكة القائمة بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ووزارة الصحة، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. وستحتضن كل مؤسسة سجنية خلال ثلاثة أيام جلسات توعوية حول عدد من القضايا الاجتماعية والصحية، بالإضافة إلى مواكبة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لإعداد وجبات الطعام. كما تم خلال هذه الحملة الطبية تعبئة وحدة طبية متنقلة تابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وتوزيع أدوية لفائدة نزلاء جميع المؤسسات السجنية بمساهمة من نقابة صيادلة طنجة. وستزور القافلة الطبية، أيضا، المؤسسات السجنية بالحسيمة، وواد لاو، ووزان على أن تختتم نشاطها يوم 17 فبراير الجاري بشفشاون.