أعادت التسجيلات المصورة التي إلتقطتها كاميرات المراقبة بمعبر مليلية المحتلة، مؤخرا، إشكالية الفساد المتفشي في صفوف كل من الحرس المدني الإسباني ونظرائه المغاربة، وذلك عقب إظهارها لعدد من العناصر الحدودية وهي تتسلم رشاوى من بعض المهاجرين. وحسب مصادر إعلامية، فإن عملية التوقيف التي أدت، في وقت سابق، إلى ضبط 22 مهاجرا سريا يتحدرون من جنوب الصحراء، بداخل حاوية شاحنة في وضعية صحية متدهورة في المعبر الحدودي لمليلية المحتلة، تسببت في توجيه أصابع الإتهام إلى الحرس، خصوصا بعد تسريب تسجيلات تلقيهم للرشاوي. وأضافت المصادر ذاتها، أن الناطق الرسمي للجمعية الموحدة للحرس المدني بمليلية، اشار عن وجود تسجيلات أشرطة كاميرات المراقبة، توثق لتسلم شبكات تهجير البشر مبالغ مالية من المهاجرين حددها في سبعة آلاف أورو لكل مهاجر، بتواطؤ مع عناصر جمركية وامنيين مغاربة. وأكد المتحدث ذاته، أن السلطات الاسبانية على علم بأن التحقيقات التي تفتحها السلطات المغربية على المستوى المركزي في ملفات شبكات تهريب البشر، عادة ما تنتهي بإيفاد لجن للتحقيق في الوقائع، لكن ذلك لم يردع بعض الامنيين والجمركيين من التواطؤ مع هذه الشبكات بسبب الإغراءات المالية.